لو فاز ماكين.. أي مصائب ستحل على العالم العربي

 
 
تحتمل مراكز الدراسات والتحليل في الولايات المتحدة –ومثلها بعض الأوساط الصحيفة- أن إدارة الرئيس (بوش) هيأت المسرح لـ "مسار آخر تستكمل به شوطي أفغانستان والعراق، فقط إذا ما فاز السيناتور الجمهوري ومرشح بوش والمتحمس لأفكاره المتشددة (جون  مكين).
 
وترى هذه المصادر أن وجود الجنرالين (بيتريوس) و(أوديرنو) الى جانب "الرئيس المفترض" ينبئ بخطة مسار آخر لتحولات خطيرة في العراق وفي الشرق الأوسط ولن تكون إيران أو الباكستان بعيدة عن المشهد. وبعكس ذلك فإن الحالة تأخذ بعداً آخر.
 
وتعتقد النيويورك تايمز أن السيناتور (جون مكين) أحد المرشحين الثلاثة المستمرين بالتنافس، هو الرئيس "الافتراضي" الذي سيخلف (جورج دبليو بوش)، وأنه شخصياً يدافع وبقوة عن إبقاء مستوى عال من أعداد القوات الأميركية في العراق. وتحتمل مصادر في واشنطن أن يعيد (مكين) إذا ما فاز بالرئاسة إرسال القوات الإضافية الى العراق، أو هو في كل الأحوال لا يخفّض القوات عن 140 ألف جندي.
 
وعلى النقيض من ذلك تماماً، فإن المرشحين الديمقراطيين (هيلاري كلنتون) و (باراك أوباما) –تقول الصحيفة- يضغطان باتجاه إجراء عمليات خفض كبيرة للقوات الأميركية في العراق وبطريقة أسرع من تلك التي تحدث عنها وحدد مسارها الجنرال (بيتريوس) أثناء إدلائه بشهادته أمام الكونغرس.
 
إن مرشحي الرئاسة الديمقراطيين يصران على سحب القوات حتى لو كان ذلك –بتعبير النيويورك تايمز- يعني مباشرة الاتجاه في طريق معاكس لتوصيات القادة العسكريين الميدانيين في العراق.
 
ولن يكون أمراً اعتيادياً بالنسبة الى رئيس جديد في البيت الأبيض تعيين جنرال كبير جديد في مهمة قيادة جيوش الحرب في العراق وأفغانستان. وفي بيان صادر عن السيناتور (هيلاري كلنتون) وصفت الجنرال (بيتريوس) بأنه "قائد محترم وكان قادراً على مواجهة الظروف الصعبة جداً في العراق". وقالت إنها تتطلع الى معرفة الكيفية التي سيواجه بها (بيتريوس) التحديات المهمة والواسعة بعد توليه القيادة المركزية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
 
وقال السيناتور (مكين) في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء "إن الجنرال أوديرنو قد لا يكون مثالياً، لكنه كما أعتقد أنجز عملاً رائعاً". وبالإشارة الى الجنرال (بتريوس)، قال (مكين): "أعتقد أن ديفيد بيتريوس مؤهل أكثر من غيره بشكل كبير لأداء مهمة قائد منطقة كهذه".
 
وثمة معطيات "بعيدة المدى" تتحدث عنها النيويورك تايمز بصدد الجنرال (بيتريوس) 55 سنة، والذي أصبح الضابط الأكثر شهرة بين أبناء جيله في القوات المسلحة الأميركية. وكانت توقعاته شخصياً أن يصبح القائد العسكري الأميركي الكبير في أوروبا، لكنه اختير بدلاً من ذلك لمهمة قيادة الحربين في العراق وأفغانستان، وليكون مسؤولاً عن منطقة قلقة تضم الباكستان وإيران. وكان (بيتريوس) قد قال في بيان له أمس الأربعاء: "يشرفني أن أرشح للمنصب الجديد وأن أحظى بفرصة للإستمرار في الكفاح".
 
تقول النيويورك تايمز: لقد بنى الجنرالان (بيتريوس) و(أوديرنو) علاقات عمل قوية، ويعتقد أنهما متفقان في الرأي على كيفية تنفيذ "مهمتهما" في العراق. فهما أولاً يؤمنان بتأمين متطلبات العمليات الهجومية، وفي نفس الوقت تنفيذ مهمات مكافحة التمرد وإعادة البناء الاجتماعي والاقتصادي.
 
ويقول وزير الدفاع الأميركي (روبرت غيتس) إن الجنرال أوديرنو كان فعلاً اختياراً منطقياً كي يكون خليفة الجنرال (بيتريوس) في العراق. وأعلن (غيتس) في مؤتمر بوزارة الدفاع أن الجنرال (بيتر شيرلي) المساعد لـ (غيتس) مرشح لمنصب رئيس هيئة الأركان المشتركة، المنصب الذي كان من المتوقع أن يحتله الجنرال (أوديرنو).
 
وتعتقد صحيفة النيويورك تايمز أن التحدي الأساسي الذي سيواجهه (بيتريوس) كرئيس للقيادة المركزية، سيكون في "كيفية تجنّبه أن يُحشر في زاوية الانشغال بالتفاصيل الإدارية لمهمة العراق" بسبب تسلمه مسؤوليات عبر امتدادات مناطق جغرافية واسعة عبر شمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وهي كلها بوضوح موضع تركيز السياسة الأميركية في هذه الأيام وكذلك مناطق شرقي آسيا وأوروبا.
 
إن انتقال (بيتريوس) كان موضع تقديره –كما تقول الصحيفة- لذا فإنه وعد بإجراء مراجعة سريعة لمستويات القوات في العراق بعد أن تستكمل القوات الاضافية انسحابها في تموز، إلا أن تعيينه بهذا المنصب كما يقول مراقبون عسكريون في واشنطن عزز الاعتقاد بأن هناك قوات أخرى ستنشر حتماً في أفغانستان.