سمير السفــّاح لا جعجع داموس ، منفذ الإغتيالات لا عرّافها


بقلم خضر عواركة
قال سمير جعجع ( في الثامن عشر من أبريل نيسان 2008 ) ردا   على  سؤال صحافي مفاده " إستغراب معرفته بالإغتيالات والتحدث عنها قبل حصولها"  وعدم تمكن القوى الأمنية التي يشارك في إدارتها عبر وزيره في الحكومة من منع حصولها وتفاديها !
جعجع رد على السؤال قائلا:
" صارلنا عمر في العمل السياسي ، ولنا علاقات دولية وديبلوماسية ، ولنا خبرة في التحليل السياسي والأمني وبالتالي توقعاتنا مبنية على معلومات من خلال علاقاتنا وعلى تحليلات من خلال خبرتنا" .
ولأن " من ساواك بنفسه ما ظلمك " وإعتمادا على صديق قضى عمرا في العمل السياسي وعلى الخبرة في التحليل بشقيه الأمني والسياسي وعلى علاقاته الشخصية الدولية والديبلوماسية  و(زيادة عن جعجع ) إعتمادا على معلومات حصل عليها المصدر الصديق من لبنانيين من قدامى القوات اللبنانية المهاجرين في اميركا وكندا وأستراليا ، ممن عرض عليهم جو سركيس وسمير جعجع نفسه مؤخرا العودة إلى لبنان لأن الفترة المقبلة ستشهد عملا مكثفا يحتاج لخبراتهم الأمنية خصوصا في مجال تنفيذ العمليات الخاصة ومنها الإغتيال (لأنهم من الخبراء في هذا المجال)   وإعتمادا  منه ( أي الصديق )على لبنانيين – أميركيين عرض عليهم قادة في القوات الخاصة الأميركية العمل بالتعاقد لصالح القوات اللبنانية في لبنان مع وجوب إنتقالهم إلى لبنان( جميعهم من اللبنانيين الذين عملوا سابقا في قوة دلتا الخاصة في الجيش الأميركي وآخرين ممن عملوا في الأجهزة الأمنية الأميركية في العمليات الخاصة ايضا وهم خارج الخدمة حاليا. وبعضهم ممن عملوا في العراق مع الشركات الأمنية الخاصة أيضا ، وقد طلب من بعضهم الإشراف على تدريب مجموعات أمنية لبنانية تابعة للقوات على عمليات الإغتيال التي تستوجب دقة تكنولوجية وأمنية عالية .
 
علما بأن القوة الخاصة الأميركية   قائدها، كان قد زار لبنان مؤخرا وصال وجال على السياسيين وعلى العسكريين وعلى الميليشاويين السابقين ، وإجتمع في السفارة الأميركية في عوكر على الأقل مع ثمانية من قادة الميليشيات الموالية للقوات وللمستقبل وللجنبلاطيين ، وقد أبلغهم بأن يتحضروا لنشاط أمني مكثف قبل نهاية الصيف القادم لأن المعارضة اللبنانية سوف تطيح بحكومة السنيورة مجبرة بعد تطورات معينة يتوقعها المخطط الأميركي وبالتالي، سيكون على الميليشيات الموالية للأميركيين أن تحافظ على وجودها في مناطق معينة أهمها منطقة جعجع وجنبلاط والشمال اللبناني، حيث الكثافة الموالية للمستقبل (حريري) وأن عليهم إعداد لوائح بالمقاتلين المؤهلين  تقدم لمندوبه في السفارة لكي يتم إنتقاء مجموعات منهم لتخضع لتدريبات مكثفة ثم  لتعمل خلف خطوط العدو(المعارضة ) تخريبا وإغتيالا .
المعلومات هذه لم تعد سرا، لأن لا أسرار في لبنان، خصوصا، وأن الخيار الأميركي  وقع على سمير جعجع لكي يقود العمل الأمني والعسكري الموالي للأميركيين في لبنان، وهو قرار  أبلغ إلى جميع أطراف قوى الرابع عشر من آذار .
 
وبما أن  المعارضة تعرف بأنها لا تحضر للإطاحة بالسنيورة بعمل عنيف، ولا حتى بعمل غير عنيف.  بل هي تسعى ورأفة باللبنانيين من حرب أهلية جديدة، إلى دفع الموالاة إلى اليأس، وحشرها للدخول في تسوية (أعلى ما بخيل المعارضة تسوية تمنحها القدرة على المشاركة في الحكم وتمنع الفريق الآخر من الذهاب بعيدا في خياره السياسي الأميركي الأسباب والأهداف )
 
لهذا هناك قناعة بأن  المعلومات السابقة التي أبلغها الأميركيين لحلفائهم، ليست سوى غطاء لسلسلة عمليات إغتيال واسعة على النمط القواتي، الذي أودى بحياة كل من دوري شمعون، وطوني فرنجية (أي الهجوم بقوة خاصة كبيرة على مقرات زعماء المعارضة وقتلهم إن لم يخرجوا من بيوتهم فيقتلون على الطرقات )
 
التحليل يضع الجنرال ميشال عون والقادة من رجاله في رأس الأهداف المتوقعة لمجازر سمير جعجع القادمة .
 
المعلومات التي حصل  عليها المصدر الصديق من لبنانيين في الإغتراب رفضوا العروض المنتمية إلى ثقافة الموت والمجازر ، معطوفة على المعلومات التي نشرتها الصحافة الإسرائيلية حول إجتماع سمير جعجع وتسيبي ليفني في واشنطن ، وموافقتها على تزويده بكامل الأسلحة والعتاد الذي يحتاجه للسيطرة والهيمنة على المناطق المسيحية،   مقابل وضع جهازه الأمني كاملا بتصرف إسرائيل ، مضافا إليها تحليل ومعلومات تنسب لدايفيد وولش وفيها أنه أبلغ الجميع في قوى الأدوات التي يسيطر عليها من اللبنانيين،  بضرورة تحقيق خبطة أمنية كبيرة لصالحهم ( تحسب إنتصارا للأميركيين  قبل وصول جورج  بوش إلى المنطقة للإحتفال بالذكرى الستين لقيام دولة الكيان الإسرائيلي) وضرورة متابعة العمل الأمني النوعي بعد تلك الزيارة لإنهاك المعارضة قبل رحيل بوش وقبل موعد الإنتخابات النيابية القادمة.
 
 كل تلك المعلومات تصب في صالح صدق توقعات عراب معراب  سمير جعجع بخصوص الإغتيالات التي ستحصل .
 
التحليل السياسي الموضوعي يفترض إجابة منطقية على سؤال مطروح ، إذا كان جعجع يعلم بحكم الخبرة بأن الإعلان عن الإغتيال لا يمنعه ، بل العمل الأمني المبني على ملاحقة مصدر معلومات جعجع والوصول عبره إلى التفاصيل وتوقيف المتورطين وقائيا قبل قيامهم بالجريمة هو ما يمنع الإغتيال ، وكونه جعجع الخبير فلماذا يلجأ إلى القوات الخاصة الصحافية والفضائية بدلا عن اللجوء سرا إلى الأجهزة التي صرفت حكومة السنيورة عليها مئات ملايين الدولارات لتقوم بواجبها (لا تندهي مافي حدا فالكل مشغول بالتجسس على المعارضة وعلى نصرالله )
 
التحليل يقودنا إلى التالي :
جعجع يحضر المسرح لجرائمه القادمة والتي يعمل جهازه الأمني ليل نهار على تنفيذها وتحت إشرافه المباشر واليومي ، وهو يكثر من تصريحاته الدخانية لكي يلفت الأنظار بعيدا عن نفسه وعن جهازه وعن قواته .
 
تصريحات يجب أن تحفظ بالصوت والصورة لأنها الدليل العلني وبمثابة إعتراف بالجرائم القادمة، لأن طريقة عمله حاليا تقليدية ويعرفها أسخف جهاز أمني وقضائي بأنها صرخة المذنب الذي يقول خذوني .
 
هل جعجع حمامة السلام بعيد عن جرائم الإغتيال التي حصلت مؤخرا ؟
 
ينبغي أن يسأل عن ذلك أشخاص مثل أمين الجميل ومي شدياق ، فالأخير يعرف بأن جعجع هو المتهم الأول بقتل ولده بيار و صديقه أنطوان الغانم ( وهذا إتهام سياسي لا معلوماتي نكاية بفادي العنيسي وإقتداء بسعد الحريري) ومي شدياق تعرف من وضع بإسمها أعمالا وإستثمارات تبلغ قيمتها خمسة واربعين مليون دولار أميركي ، من أموال القوات اللبنانية ،تهريبا لها من المصادرة بعد حل حزب القوات ودخول جعجع إلى السجن لقتله الرئيس رشيد كرامي .
 
معلومات المصدرالصديق تقول بأنه  وقبل محاولة إغتيال شدياق بفترة قصيرة ، كان هناك معركة صامتة يعرفها كل من يحيط بستريدا جعجع ومي شدياق . الأولى طالبت مي بالإستثمارات وبأرباحها وبالسيطرة عليها ، والشدياق رفضت وقالت بأن لا شيء لستريدا عندها .
 
بعد فترة قصيرة فقط من تلك المشادة العنيفة ، وقعت محاولة إغتيال مي شدياق .
لماذا سكتت مي عن قاتلها ؟
هل لأن إتهام أعداء أميركا أربح من إتهام حلفائها ؟ أم لأنها موعودة  بالحلول مكان بيار الضاهر بعد عودة جعجع للسيطرة على الال بي سي بحكم قضائي (نزيه ) يشبه أحكام فادي العنيسي النزيهة.
 
سمير جعجع قاتلكم أيها المعارضون والموالون على السواء.