لايحرجكم السلام

 أسعد عبود*
لم ينتظر أحد من الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أن يصنع سلاماً.. لأن مقومات السلام غير متوفرة .. لكن .. موقف الرئيس كارتر قال شيئاً مهماً.. أو ذكّر به:

لماذا الخجل أو الحرج في المسعى للسلام?‏‏

إما أن يشارك فيه أطرافه المعنية, وإما لايكون?! إما تشارك فيه المقاومة وممثلوها, وإما لا يكون.‏‏

يعني:‏‏

إذا كانت إسرائيل والهيئات والحكومات المتفاهمة معها,إلى هذا المستوى أو ذاك, تريد اتفاق تسوية لايشمل المقاومة, فكيف يكون?! سيبقى الاتفاق اتفاقاً ,والمقاومة مقاومة, وبالتالي لاطريق للسلام.‏‏

أصل فكرة السلام مشاركة الأطراف المتصارعة فيه.. وإزالة أسباب الصراع.. وجدية الاطراف السياسية المتحاورة تقاس تماماً باقترابها من محاورة المقاومة الرافضة للاحتلال, فلا سلام مع الاحتلال,لأنه يولّد دائماً المقاومة.‏‏

الرئيس كارتر ..أوضح تماماً أن سلاماً مع إبعاد الذي يمثل فكراً ووجوداً إرادة المقاومة هو عبث وليس مسعى, وهو تعقيد وليس تسوية, وها هي كل تجارب العالم, وعلى مدى التاريخ, تؤكد أن الوصول إلى السلام اقتضى بالضرورة التفاهم مع المقاومة.‏‏

وإلا ماذا?!‏‏

دعاة السلام في الشرق الاوسط- ولانشكك بجهد أحد- يؤخرون في السلام,ويصعبون طريقه.. إن سعوا إليه بمعزل عن:‏‏

1-إنهاء الاحتلال بكل أشكاله.‏‏

2-التفاهم مع المقاومة..ومن يمثلها.‏‏

وبالأصل,هناك ترابط بين الأمرين, فالمقاومة هي الردّ على الاحتلال.‏‏

أما أن يكون إبعاد السياسات الممثلة لرفض ومقاومة الاحتلال عن القرار, وموقع القرار يعيق التسوية فهذا منطق يرى أن التسوية تتم بين المعتدي المحتل وأطياف تساوم على الأرض!! وليس بينه وبين رافضي الاحتلال المقاومين الممانعين!‏‏

المنطق هكذا..العالم هكذا..فلسطين هكذا..العراق كذلك.. الشرق الأوسط كله.‏‏

فإن أعتبرنا أن الرئيس كارتر يتحدث من موقع لا يلزمه بشيء,مما يضعف رؤيته, لنأخذ برؤية رايس نفسها..التي تكاد تستنجد بالعروبة, لتجد حلاً لما يجري في العراق..صحيح أنها تقرب وتبعد في تفسيراتها..لكنها بالمحصلة ترى أن الحل في العراق لايمكن أن يستثني رؤية دول المنطقة.‏‏

كل دول المنطقة..الذين يعجبونها..والذين لايعجبونها..وإلا يكون التوجه إلى الحلّ والسلام..هو توجه خاطئ في خطوته الأولى.‏‏

ما من أحد ضعيف..‏‏

الحياة لاتترك أحداً ضعيفاً..وبتجربة المقاومة مصيرهم أن يقووا..انتبهوا إلى مستوى المقاومة والتغير في نهجها وأسلوبها, في فلسطين ..في لبنان..في العراق..‏‏

هل يمكن تجاوز ما تفرزه كل هذه المقاومة من حقائق والقفز من فوقها, لإقامة سلام في صالة مسرح, من خلال المصافحات والقبلات والحفلات?!‏‏

جاء جيمي كارتر ليذكّر بذلك..وهي حقائق قالتها قوى سياسية مؤثرة كثيرة في المنطقة..وقالتها سورية..وهي أكثر من قَرَنَ السلام ونهاية الاحتلال...‏‏

فهل من طريق للسلام?!.‏‏