هل يجدي الشعر في نصرة الرسول؟!





لحسن عيساني*
ما كذب من قال" إلا الحماقة أعيت من يداويها " وما ذا تراهسيقول لو علم أن بعض جهابذة المسلمين ينوي الرد على المسيئين للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بافتتاح قناة للشعر!!! ترى من أساء إلى الرسول؟ يقينا أن الإساءة المقصودة تمت في الدنمارك بالرسوم المسيئة وفي هولندا بفيلم فتنة وفي لندن بآيات شيطانية، فلم لا يتوجه المدافعون بردودهم إلى الغرب بدل التوجه إلى المسلمين، و هل يجدي الشعر في نصرة الرسول أم انه سيرسخ اعتقاد الغرب بأننا امة شعر ليس إلا!!

لو نظمت الدول المسلمة فرادى أو مجتمعة عبر كل سفاراتها في العالم غير المسلم وبلغاته المختلفة جميعا أبوابا مفتوحة على شخصية الرسول وعن الإسلام وعن القرآن لكان أجدى وأنفع للمسيئين وللجاهلين ولطالبي المعرفة ولدين الله وإن كان محفوظا...

لو اجتمع المسلمون واشتروا مساحات إعلانية في كبريات الصحف والفضائيات في أوربا وأمريكا وعرفوا فيها غير المسلمين بالنبي وبالإسلام والتمييز بين الإسلام والإرهاب لكان أولى...

إن حال المسلمين اليوم لهي أكبر إساءة للرسول الكريم..فهم أكثر شعوب العالم أمية مع أن أول أمر في دينهم كان "اقرأ" وهم أفقر شعوب الأرض والنفط يجري من تحتهم أنهارا!!!

  لو تخلى كل نظام عربي ومسلم عن الرشوة في التعامل مع الشركات الأجنبية على غرار "صفقة اليمامة" بين بريطانيا وحكومة بلاد الحرمين لكان ذلك أعظم دفاع عن رسول الله..

لو قضى المتباكون على الإساءة للرسول على بيوت الدعارة في أوطانهم وعلى الحانات والمواخير الأرضية والفضائية لعرف المسيئون للرسول أنهم مخطئون...

لو هجر المسلمون التعامل بالربا والانقلابات والدسائس وتآمرهم بعضهم على بعض ورهن إرادتهم لأوربا وأمريكا وإسرائيل لفرح الرسول عند ربه...

   لو كفت أنظمة البلدان العربية والمسلمة عن قهر شعوبها وتبنت الحكم المدني وتخلت عن الملك العضوض وحكم الناس بالغصب بحجة أن الديمقراطية كفر أو تشبه بالكفار، وتزوير الانتخابات لكان ذلك أحسن دفاع عن الإسلام وعن الرسول...

لو كفت ديكتاتوريات البلاد المسلمة عن انتهاك حقوق الإنسان وأحيانا باسم الإسلام نفسه فيما يتجه غير المسلمين إلى احترام حقوق الحيوان، إذن لما أساء أحد لمحمد..قد يقول قائل: ولكنهم لا يحترمون حقوق الإنسان حين بتعلق الأمر بالمسلمين، وجوابه أنه "من يهن يسهل الهوان عليه"..

ولو أنفقت حكومات العرب والمسلمين عشر ما تنفقه على تكديس أسلحة لا تستخدمها ولا تعرضها حتى في المتاحف، مادام من يفترض أنهم أعداؤها قد صاروا أعز من الأشقاء، كما هو حال الدول العربية "المعتدلة" في انبطاحها، وأنفقته على التعليم والصحة والبحث العلمي لما تمنى عليها نبيها أكثر من ذلك!!

لو منحت تلفزيونات العرب والمسلمين عشر الوقت الذي تمنحه للعري والتفاهة  باسم الفن والثقافة للحديث عن الإسلام وقيمه ورسوله، ولم تحصره في نقل صلاة الجمعة وبعض البرامج التي تميت الدين أكثر مما تحييه لأنها تغرق في الحديث عن الغيب حتى ليخيل للمرء إن الإسلام دين موت لا مكان فيه للحياة!!

ولو خلصت هذه التلفزيونات القرآن الكريم من وظيفة الحداد على المسؤولين وسمحت له أن يظهر في السينما والتلفزيون باعتباره عنصر حياة وللمحجبة أن تظهر حتى إن اختارت ألا تكشف شعرها وتضع المساحيق ...

حري بمن يفكر في الانتصار للحبيب المصطفى، إن لم يكن يسعى للكسب من خلال التصويت بالرسائل القصيرة على غرار "شاعر العرب" أو "سوبر ستار" أن يفتتح قناة لمحو أمية المسلمين حتى يستطيعوا على الأقل قراءة الفاتحة وسورة الإخلاص فيعبدوا الله على علم، وليتهم يبثون على هذه القناة دروسا تعليمية تخفف على الطلاب وأوليائهم أعباء الدروس الخصوصية خاصة وأن اللغة العربية واحدة..

لكن لا عجب..ألم نر مغنيا كان يتلوع على "حبيبة تركته" ينبري للدفاع عن الرسول الكريم صائحا "إلا رسول الله"، وهو الذي يكسب قوت يومه وثمن بيته وسيارته بطريقة لا ترضي الرسول الذي يدافع عنه، وذلك من مصائب الازدواج الذي أصاب بعض المسلمات فرحن يغنين بالخمار حتى لا أقول بالحجاب، وتظهر إحداهن وفي يدها مسبحة وتشكر الأخرى الله على أن وفقها لأداء الأغنية وتصوير الكليب وأن تخلصت من رهبة الغناء التي أصابتها بعد عودتها من رحلة الحج...وتحيا الوقاحة..!!