إلى سامي الحاج

 
سأصارحك بما قد يحملني إلى جانبك، أسيراً، أو شهيداً حياً، أو إرهابياً بلغة بوش! كان عليك أن تقوم بتحقيقاتك الصحفية، في دهاليز جبال بن لادن وأيمن الظواهري، ما هم ما ستقول، فالاعلام العربي من الشط إلى الشط، بقضه وقضيضه يقول ما لا يقال في وطن كبير،  يأبى حكامه الأذلاء إلا أن ينفوا الاعلام إلى مجاهل مرابض بن لادن، بعيداً عن الحقيقة، بل عن البديهي!
تصوم؟ كل شعبنا صائم بنسب مختلفة! فهل رأيت جياع الأطفال يدبون على الأرض بحثاً عن موت عاجل؟ كائنات منذ الولادة لم تشبع من حليب الأمهات! فصدورهن ناشفة مثل بواديهن، وأفواههن جافة من جوع!.. الجوع هو القانون، به يسجنون الشعب رجالاً ونساءً وأطفالاًَ، حتى لا يستطيع التفكير بغير اللقمة، وكيف يطيق مخلوق أن يرى وليده يدب على طريق الموت، ولا يملك أن يمد يد وجوده لإبقائه على قيد ما يشبه الحياة.
منذ سنة ونيف وأنت صائم، ويحقنونك بالأبر لتبقى حيا، فيستمتعوا بموتك الحي، ألم يفعل أحد جدودهم ما يفعلون؟ ألم يحرق نيرون روما، عاصمة الدنيا أنذاك لينعم بالحياة تتحول إلى رماد؟
الحقوقيون في الولايات المتحدة، لا السياسيون، يطالبون العراق بدفع تكاليف إعادة بنائه، نص بوش القانوني: "دمر بلداً لتعيد بناءه بثرواته" وثرواته سرقها بوش نفسه!
ورئيس وزراء إحدى المحميات يفخر بأن محميته عاشر دولة تقيم علاقات مع العدو! هنيئاً له ولمحميته، فقد فتحا الباب أمام محمية اخرى، ألم تر أميرها يستقبل الوزيرة الصهيونية؟ وهل رأيت أجمل من فتاها، رئيس وزرائها يصافحها ويكشر مبتسماً. قد يقول ما قاله زميله: "أنا لست خيراً من رئيس مصر، وهو يحاصر غزة ويحرمها حتى حليب الأطفال كرمى للصهاينة.. ولا خيراً من أشباه ملوك يسهمون بالتآمر على غزة، بحجة القضاء على حماس، والقصد الحقيقي قتل الشعب، فلو لم تكن حماس لكان غيرها! ألا  يزود حاكم مصر الكيان الصهيوني بالغاز فيحرمه غزة! لم لا يزود الحاكم به غزة مباشرة!
يا سامي: لو لم يكن اعلامنا على ما تكره منه، لصام عن إعلامه من المحيط إلى المحيط. أما الحكام فهم سعداء بقهرك وقهر الاعلام. فلا ترج الخير.
 
انعام الجندي