معاً لمحاربة الفكر الوهابي التكفيري





علي الاركوازي
الوهابية دعوة سلفية ظهرت في شبه الجزيرة العربية في اواخر القرن الثاني عشر   الهجري على يد محمد بن عبد الوهاب , و حققت انتشارا واسعا بعد ان تبناها عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود المعروف ( بابن سعود ) كمذهب لحركته التي سيطرت على نجد والحجاز وشكلت ما سمي بعد ذلك بالمملكة العربية السعودية واعتمدت كمذهب رسمي فيها.
يعتقد الوهابيه انهم هم الموحدون فقط , وهم المسلمون وانسائر المسلمين مشركون لا حرمه لدمائهم واموالهم ، ويعتقدون ايضا ان المسلم لا تنفعه شهاده (لا اله الااللّه محمد رسول اللّه) ما دام يعتقد بالتبرك بمسجد او قبر الرسول ( ص ) او يزور قبور الائمة والاولياء ويطلب الشفاعه منهم , ويقولون ان المسلم الذى يعتقد بهذه الامور مشركوشركه اشد من شرك عبدة الاوثان , ومن اليهود والنصارى !.
بعد اكتشاف النفط في الجزيرة العربية في بدايات القرن الماضي تحولت  السعودية من بلد صحراوي قليل الموارد الى واحدة من اغنى الدول في  المنطقة , و اصبح لهذا الفكر ( الوهابي السلفي )  قوة ونفوذ في العالم  , وبدأوا بمحاربة كل من يختلف معهم ويرفض منهجهم , ولم يكتفوا بتطبيق فكرهم ونهجهم في المملكة فقط  بل اصبحوا يؤمنون بعالمية الفكر الوهابي السلفي , وبداوا بأرسال البعثات التكفيرية والارهابية الى كل بقاع العالم فأصبحت بذلك السعودية مصدرا لتفريخ الارهابيين والتكفيريين ولغاية يومنا هذا واكبر مصدر عالمي لتمويل تنظيم القاعدة والجماعات الاسلامية المتطرفة الاخرى حسب ما جاء في تقرير وكيل وزارة الخزانة الامريكي ستيوارت ليفي في جلسة استماع للجنة المالية لمجلسالشيوخ الامريكي يوم الثلاثاء الأول من ابريل 2008  . و منذ سنوات طويلة و السعودية تعلم ابنائها لغة التكفير و كراهيةالآخر , و تلقنهم ثقافة العنف والتطرف , و ان كل من يختلف مع التفسير الوهابي إما كافر او منحرف و يجب ان يتوب اويقتل .
 
للاسف لم يلتفت العالم الى خطر الوهابية والسلفية التكفيرية الا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وتفجير  برجي التجارة العالميين في نيويورك والتي كان اغلب منفذيها سعوديون و اعضاء في تنظيم القاعدة التي تتبنى افكار الوهابية السلفية التي تحولت الى سلفية جهادية بدأت مع حرب افغانستان على يد عبدالله عزام الذي كان يعتبر المفكر الذي تعلم منه اغلب من اتوا الى افغانستان في حربها مع الاتحاد السوفيتي للجهاد ليعرفوا فيما بعد  ب( الافغان العرب ) , فبدأت امريكا والدول الاوروبية بأتخاذ اجراءات صارمة للقضاء على تنظيم القاعدة  وعملوا جميعا على تجفيف منابع التمويل والتسليح , وقامت امريكا من اجل ذلك بحربين كبيرتين في افغانستان والعراق , واستطاعت تحرير افغانستان من همجية وبربرية الطالبان ( كانت السعودية اول دولة تعترف بأمارة طالبان الارهابية ) لكنها لم تنجح في القضاء على قادة تلك الحركة الارهابية .
استطاعت الوهابية  التغلغل الى مفاصل المجتمع العراقي وبشكل خاص في المناطق ذات الغالبية السنية في غرب العراق وفي بعض مناطق كوردستان وكانت بداية دخول الوهابية كفكر متطرف وبشكل واسع الى العراق مع بداية ما سمي بالحملة الايمانية التي قادها البعث في العراق بعد حرب الخليج الثانية .
 و بعد حرب تحرير العراق ظهر الى الوجود او بالاحرى اعلنت عن وجودها الكثير من التنظيمات الوهابية التي تتبنى الفكر السلفي الجهادي من امثال جماعة انصار الاسلام في كوردستان وانصار السنة وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وجماعة التوحيد والجهاد ثم تجمع اغلب تلك القوى في اطار ماسمي بمجلس شورى المجاهدين وتوجوا ارهابهم بتشكيل ما يسمى بدولة العراق الاسلامية .
ورأينا ما حصل في العراق بعد التاسع من ابريل عام 2003 من قتل عشوائي وذبح للابرياء وتفجيرات بسيارات مفخخة وشبان انتحاريون يذهبون الى الموت وهم يتصورون انهم سيعانقون الحور العين ويتناولون الافطار او الغداء او العشاء مع الرسول ( ص ) مع مباركة وفتاوى شرعية من علماء السعودية تزيد من عزمهم وتشرعن ارهابهم وتحفز الآخرين على سلك نفس النهج الذي سلكه الانتحاريون مما اوقع مئات الآلاف من الضحايا الابرياء من ابناء العراق  .
ولم يقتصر ارهاب الوهابية السلفية التكفيرية على العراق فقط بل ان خطرهم شمل دولا كثيرة مثل مصر والاردن والجزائر والمغرب  , وهناك دولا اخرى مرشحة لزيارة الارهاب السعودي كالامارات والكويت والبحرين وسوريا والاخطر انهم بدأوا بالانتشار في قلب اوروبا حيث اننا نرى ونسمع كل يوم عن اكتشاف واعتقال اشخاص يقومون بتجنيد الشباب الى الذهاب ( للجهاد ) في افغانستان والعراق ..
لقد بات لزاما على كل انسان يؤمن بالله , وبأن الانسان قد كرمه الله وجعل حرمته اعظم من حرمة الكعبة (قال الرسول صلى الله عليه وسلم بينما يطوف بالكعبة : " ما أطيبك وما أطيب ريحك ، ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه ، وأن نظن به إلا خيراً  "  حديث رواه ابن ماجة وحسنه الالباني ) , وحتى الذين لايؤمونون بأي دين لان الله  سبحانه وتعالى قد قال في محكم آياته  ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) البقرة  آية 256 , ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) الكهف آية 29 ,  ان يقوم بكل مايستطيع من اجل الوقوف بوجه الارهاب الوهابي السلفي التكفيري الذي خطره ليس على العراق وحده بل ان خطره يشمل العالم بأسره لذا علينا ان نرفع اصواتنا عاليا للمطالبة بما يلي :
 
اولا –  على السعودية ان تعترف بأن الوهابية فكر ارهابي وعليها محاربته وتغيير مناهجها الدراسية وتنقيتها من رواسب الارهاب الوهابي والتكفير السلفي .
 
ثانيا-  الطلب من البرلمان الاوروبي ومنظمة الامم المتحدة و الولايات المتحدة الامريكية العمل على حجب ومنع جميع المواقع الالكترونية على شبكة الانترنيت التابعة للتنظيمات الوهابية والسلفية وكل التنظيمات الارهابية الاخرى لانها تعمل على نشر ثقافة القتل وتسهل للعديد من العمليات الارهابية في العالم .
 
ثالثا –  منع بث كافة القنوات الفضائية والمحطات الاذاعية التي تدعم الفكر الوهابي السلفي وتروج له لانها تنشر الفكر التكفيري وتحرض على القتل .
 
رابعا –  ادارج علماء الذين يفتون بفتاوى القتل ويدعمون الارهاب الوهابي ويشرعنون عملياتهم الاجرامية في قوائم الارهاب والعمل على تقديمهم لمحاكمات عادلة بتهمة التحريض على القتل .
 
خامسا-  حث الحكومات والانظمة العربية والضغط عليها من قبل البرلمان الاوربي ومنظمة الامم المتحدة والدول الكبرى , على منع تداول او نشر او طبع الكتب والدراسات التي تروج للفكر الوهابي السلفي بعد ان امتلأت معارض الكتاب التي تقام في الدول العربية بتلك الكتب التي تحرض على القتل وتكفر المجتمعات العربية والاوروبية وتبرر قتل الانسان على انه جهاد في سبيل الله..
 
اتمنى ان يصل صوتي الى كل من يعتقد بانه مسؤول امام الله وامام الانسانية على مصير بلداننا ومصير العالم بأسره من شرذمة تسترت بالدين وتفسر احكامها على هواها ومتكلة على المال السعودي , وان نحارب معاً الفكر الوهابي التكفيري  ...