حين يخون الرؤساء دم الشهداء





سيد يوسف
فى زمننا هذا أكثر الناس قولا دونما فعل هم الحكام، وأشد الناس كذبا هم الحكام، وأكثرهم خيانة لدم أبنائهم هم الحكام، ودماء الشهداء لعنة على كثير منهم   ممن خانوا هذى الدماء وضحوا بها...وأنا أسطر هذى الكلمات تتراءى أمامي صورتان أحدهما للمشير الجمسى وهو يبكى شهداء حرب 1973 حين شارك فى مفاوضات السلام مع الجانب الصهيونى، والأخرى صورة البارجة الأمريكية وهى تقتل مواطنا مصريا فى السويس حيث لا دفاع عن مواطنينا ولا عن أمننا القومى الذى ما انفك أحد سفهائنا بالقول بأنه سيكسر رجل أى فلسطينى يمر على حدودنا ثم لزم الصمت المخجل حين قتل الصهاينة مواطنينا وهكذا حين قتل الأمريكان بالأمس القريب!!
 
 
ما دلالة أن يبحث الصهاينة عن رفات أبنائهم بالسنوات الطوال فى حين يضحى بعض حكامنا بدم شهدائنا؟ هل أحدثكم عن نيران الغضب في قلوب المصريين الذين شاهدوا قتل أبنائهم من الجنود والضباط في الفيلم الوثائقي الذي عرضه تليفزيون الكيان الصهيونى؟ أم هل أحدثكم عن حاكم أخرق يرى فى مقاومة الكيان الصهيونى أن هذه المقاومة عبث وعمليات الشهداء ضد بنى صهيون هى عمليات حقيرة؟! أما علم هذا الغبى أن بنى صهيون لا تجالسه ولا تقيم له وزنا سوى لأن المقاومة تدك بصورايخها العبثية الاحتلال الصهيونى البغض؟! أم هل أحدثكم عن حاكم آخر يرى مقتل أبنائه على الحدود مع الصهاينة ثم هو يستقبل بالأحضان الدافئة رئيس وزراء ما يسمى بالكيان الصهيونى؟! أم هل أحدثكم عن تخاذل شديد الوضاعة عن الدفاع عن شهدائنا الذين قتلوا وهم عزل بل أسرى بدم بارد على يد العصابات الصهيونية؟! أم أحدثكم عن عثور عدد من مواطني مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء أثناء قيامهم باستصلاح أرض زراعية علي مقبرة جماعية تضم رفات عشرات من الجنود المصريين بلباسهم العسكري المصري كانت قد قتلتهم العصابات الصهيونية إبان احتلالها سيناء 1967 فى جريمة أقل وصف لها أنها جرائم ضد الإنسانية، والذى أفاد شهود عيان بأن المقبرة تضم رفات نحو 120 شهيدا؟!! أم أحدثكم عن تورط كتيبه 890 مظلات بقيادة العميد رافائيل ايتان فى مقتل 49 عاملا مصرياً وسودانياً وهم مقيدون من الخلف ؟! أم أحدثكم عن الفيلم الوثائقي " شكيد " نسبة إلى وحدة الاستطلاع التي تورطت في جرائم قتل 250 جنديا وضابطاً عزل وعشرات من الفلسطينيين فى حرب يونيو 1967؟!
   
ما دلالة كل هذا؟ وأين ما لم يكشف عنه بعدُ؟ أين النخوة والكرامة بل سائلوا الكرامة عنا كيف كنا وإلام صرنا؟ وكم كنت أرجو ألا يتشدق بعضهم بالقول: أكل مصائبكم تبكون فيها حكامكم؟!
 
وماذا يفعل حكامنا إن لم يجلبوا لنا العزة؟! أيرضى بعضهم بالعار خشية عدم انتقاد الحكام؟!!
   
أريد أن أقول: دماء هؤلاء الشهداء لعنة على القادرين المتقاعسين الذين يشعرونك بأنهم عجزة لكنهم أشد الناس إجراما فى حق شعوبهم حيث الاعتقالات وتلفيق التهم والتصفية الجسدية.
   
وإنى لأرجو – ومعى كثيرون- ألا تظل أحوالنا الفرط هذى مستمرة والتى بها صرنا ومعنا شهداؤنا وكأننا دمية يتلهى بها صبية بنى صهيون، وإن دماء الشهداء تلك الدماء الطاهرة الزكية وهى أشرف دماء لتنادى على الأحرار: لا تجعلونا بعد استشهادنا غدا نرى الصهاينة يطئون بنعالهم أرضا كنا يوما أكثر الناس عنها دفاعا!!