وزير الجواسيس محمد شطح وحامل حقيبته طارق متري

 

بقلم خضر عواركة
إستغربت الوفود المشاركة في إجتماع دول جوار العراق في الكويت الدور  الذي يلعبه مستشار رئيس حكومة السفارة الأميركية في لبنان محمد شطح ، حيث لا حظت بأن المدعو طارق متري المنتحل لصفة وزير خارجية بالوكالة، لم يقم بأي دور خلال الإجتماع الرئيسي وخلال الإتصالات الجانبية مع الوفود المشاركة، بل محمد شطح كان هو الممثل الحقيقي للبنان.
  
تماما كما حصل في القاهرة من قبل خلال إجتماعات الوزراء العرب لبحث المبادرة العربية تجاه لبنان.
 
المستغربون ليسوا وحدهم في الكويت ، بل إن كل من يتصل أو يجتمع بالمدعو فؤاد السنيورة لاحظوا وتأكدوا بأن من يتخذ القرارات ويجادل ويجري المحادثات، حتى في تلك التي تجري بحضور فؤاد السنيورة هو محمد شطح ومساعدته (لا مساعدة السنيورة) رولى نور الدين .
  
أحد الوزراء المشاركين في الكويت، في الإجتماع حول العراق، آسف لأن يتحول المثقف الذي يعرفه جيدا طارق متري، إلى مجرد حامل ملفات وحامل حقيبة لرجل أدنى منه ثقافة وإحتراما ومنصبا مثل محمد شطح
 
  
 الوزير المذكورقال ، أنه لو كان الأمر يعود إليه، لقام بطرد شطح ومتري من الإجتماع، لتجاوز الأخير للبروتوكول ولمشاركته كند لوزراء وهو مجرد مستشار، لأن الأخير متري ظل صامتا في الصف الأول، ومن تكلم هو شطح، ومن فاوض هو شطح، ومن إجتمع بالآخرين بإسم الحكومة اللبنانية هو شطح ، ومن دعي إلى الولائم هو شطح .
   
لماذا هذا الذي يجري من إهانة شخصية متكررة للمدعو طارق متري على يد محمد شطح؟
   
العالمون بالأمور يحيلون السؤال إلى علاقة محمد شطح المعروفة بالأميركيين ، وهم يؤكدون بأن الأخير رجل المخابرات الأميركية الأساسي في حكومة السراي لا فؤاد السنيورة .
  
 محمد شطح الذي عمل سابقا سفيرا للبنان رفيق الحريري في واشنطن ، بطلب أميركي وترشيح أميركي، هو موضع ثقة مطلقة من الأجهزة الأميركية التي تبنته منذ إنطلاقته في العمل الوظيفي، ثم تبناه في واشنطن اللوبي الإسرائيلي الذي يعرفه جيدا جدا من خلال شخصياته الاساسية التي بينها وبين شطح ود وتعاون مضى عليه وقت طويل .
   
شطح وكما يقول أحد قادة المعارضة اللبنانية الأساسيين ، يقوم بأعباء رئاسة الحكومة اللبنانية منفردا، وما السنيورة إلا مكمل لزينة السراي. بينما القرارات السياسية يتخذها شطح بنفسه بعد التشاور مع معلميه في واشنطن اليوت إبرامز ودايفيد وولش .
  
كما أن شطح، ودوما بحسب القائد المعارض، هو من يرفع التقارير السياسية إلى الأميركيين، وهو الذي إقترح العقوبات التي إتخذها الأميركيين بحق مؤسسات إنسانية لبنانية مقربة من حزب الله، وهو من وضع لائحة بالمعارضين اللبنانيين الذين جمد بوش أموالهم (الغير موجودة في واشنطن) وهو من يعمل بمساعدة هاني حمود ووسام الحسن على إدارة الحرب السياسية والإعلامية والأمنية على النائب ميشال عون وعلى حزب الله ، وهو الذي قدم بالتعاون والتشاور مع مروان حمادة ومع نخبة من الخبراء في شؤون الشيعة لائحة للأميركيين بالإجراءات الواجب إتخاذها لمحاربة حزب الله إجتماعيا وأمنيا وسياسيا في داخل وسطه الشيعي ، وهو الذي يشرف على التنسيق بين الأجهزة الأمنية التابعة لميليشيات الرابع عشر من آذار، وهو من يستمع له الأميركيين في مجالات التعاطي الإعلامي والسياسي مع جماهير ميشال عون والمعارضة .
   
إذا، محمد شطح ليس مستشار السنيورة بل رجل الأميركيين،هو وزير التعاون الأمني والسياسي معهم وموضع ثقتهم ، إضافة إلى أن الأميركيين وضعوه فوق السنيورة في السراي ليشرف على حسن تطبيق الأخير لتعليماتهم .
   
أما سفره إلى المؤتمرات العربية والدولية نيابة عن الحكومة الخائنة، فهو تحصيل حاصل .
 
 لأنه يمثل وجهة نظر يمنع تخطيها في لبنان من قبل حكومة السفارة الأميركية، وهي وجهة نظر الإدارة الأميركية. وما ذهاب الخائن لمانحه شرف التوزير المدعو طارق متري إلى تلك المؤتمرات، إلا غطاء للدور الخطير الذي يلعبه وزير تنفيذ التعليمات الأميركية محمد شطح .
 
 الأخير ليس فقط وزير خارجية فعلي ، بل هو رئيس جمهورية لبنان الموز الفعلي في المنصب العلني الذي يحتله السنيورة في الظاهر.
  
 أما طارق متري، فهو في الكويت كما في القاهرة شرابة خرج ، وفي أحسن الأحوال إن أحسنا الظن به ، فهو حامل حقيبة محمد شطح لا أكثر ولا أقل .