سفارة "فرسان مالطا" في القاهرة تثير جدالا برلمانيا ونوّاب يتساءلون "هل تسمح الحكومة بسفارة لحركة طالبان؟"

ثار جدل برلماني في مجلس الشعب المصري، حينما تقدم نائبان من حركة "الإخوان المسلمين" بطلب إحاطة و "اقتراح برغبة" يتعلق بعلاقة مصر مع دولة "فرسان مالطة" المثيرة للجدل، خصوصا فيما يتعلق بدورها في العراق. وتساءل نائب عن سر اعتراف مصر "بدول دينية"، والدور الاستخباري لدولة "فرسان مالطا" في العراق. وطالب برلماني آخر بإغلاق سفارة هذه الدولة بالقاهرة، بدعوى أنها تمارس أعمال "مشبوهة" فضلا عما أثير عنها من أنها حلقة وصل مع شركات المرتزقة الأمريكية.
و طالب عبد اللطيف قطب عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، في جلسة البرلمان المصري الأربعاء (23/4) بإغلاق سفارة "دولة "فرسان مالطا"، مشيرًا إلى أنها دولة اعتبارية، وتمارس أعمالاً مشبوهة، وقال، في اقتراح برغبة، قدمه إلى وزير الخارجية المصري إن مصر والمغرب هما الدولتان الوحيدتان من بين الدول العربية اللتان تعترفان بهذه الدولة، فيما تساءل النائب حازم فاروق "كيف تعترف مصر بكيان ديني متطرف اسمه "فرسان مالطة"، خاصة أن مصر ترفض قيام دولة دينية. ويشار إلى أنه بجانب مصر والمغرب، فإن كل من الأردن وموريتانيا والسودان تقيم علاقات دبلوماسية أيضا مع دولة "فرسان مالطة".
وخلال مناقشة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري لهذه المبررات والأسباب التي دعت وزارة الخارجية المصرية للاعتراف بدولة "فرسان مالطة" والموافقة على قيام سفارة لها في القاهرة ، فاجأ السفير محمود عوف مساعد وزير الخارجية للشئون النيابية والقانونية النواب بقوله أنه لا يدري ما هي الظروف التي دعت إلى قيام علاقة دبلوماسية مع "فرسان مالطة" منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولكنه قال إن "فرسان مالطة" دولة لها سيادة، ولكنها بلا شعب، وأنها عبارة عن جماعة كاثوليكية كان لها دور أيام الحروب الصليبية.
وقال إن مصر تقيم علاقات دبلوماسية معها منذ عام 1980، وأن لها سفارات في 96 دولة في العالم منها 5 دول عربية من بينها الأردن والسودان وموريتانيا ، أن "فرسان مالطة" تقوم بأنشطة خيرية في مصر، ومنها دورها الخيري في مستشفى الجذام شرق القاهرة .
وفي طلبه للبرلمان قال النائب حازم فاروق أن الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل كشف عن علاقة "فرسان مالطة" بجيوش المرتزقة بالعراق التابعة لشركة بلاك ووتر الأمريكية ، وأن "فرسان مالطة" كيان ديني متطرف، وكان لها دور أيام الحروب الصليبية، وأنه يكتب على سفارته الكائنة بمنطقة وسط القاهرة "النظام العسكري ذو السيادة المستقلة".
وقال النائب فاروق إن الخارجية باعترافها بكيان "فرسان مالطة" تفتح الباب للكيانات الدينية المتطرفة بفتح سفارات لها في القاهرة، وتساءل ساخرا "هل من الممكن أن توافق مصر مثلاً على فتح سفارة للملا عمر وحركة طالبان في القاهرة؟".
ومعروف أن "فرسان مالطا" هي دولة صغيرة داخل الفاتيكان ينحصر عملها المعلن في الأعمال الخيرية وأعمال التنصير ، وشعبها من بقايا جنود الحروب الصليبية، وقد أتهم العديد من الكتاب والمفكرين المصريين والعرب فرسان مالطا بأنها حلقة الوصل أو الغطاء بين إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، وبين شركات المرتزقة التي تعمل في العراق، خصوصًا "بلاك ووترز" التي ظهر اسمها للعلن بعد مقتل جنودها في الفلوجة والأنبار العراقيتين.