لا يا إسرائيل سيظل يوم استقلالك هو يوم النكبة

بقلم: أمنية سالم.
كل عام مع اقتراب التاريخ المأساوي للنكبة والذي يسميه الكيان الصهيوني الغاصب  يوم الاستقلال ويعتبره العيد القومي له، أجد نفسي كلي تصميم على الكتابة حتى  لو أن تأثيره ضعيف أو لا يوثر في الأمر شيئاً، فيكفي أنني أعلن بقلمي لسان حال الكثير من العرب والمسلمين الذي يقول لا يا إسرائيل سيظل يوم استقلالك هو يوم النكبة. وأود أن أصطحبك سيدي القارئ إلى محطات رئيسية هي:
 
المحطة الأولى:
 
 يحتفل الإسرائيليون في الخامس عشر من أيار/ مايو من كل عام بالعيد القومي لهم وهو ما يسموه بعيد الاستقلال، ومن الجدير بالذكر وهو في الوقت نفسه مداعاة للضحك والسخرية أن قوات الانتداب البريطاني عندما أعلنت  أنها ستخرج من فلسطين ادعت أنها تخرج بقواتها لأنها تريد أن تفتح صفحة جديدة مع العرب، وأن فلسطين لم تعد من هذا التاريخ 15/5/1948 خاضعة للانتداب، ثم وبعد سبع ساعات من خروج قوات الانتداب البريطاني تعلن إسرائيل رسمياً قيام دولتها وتجعله يوم الاحتفال بعيدها القومي، ألم يفهم العرب أن إسرائيل وبريطنيا كانتا قد اتفقا مسبقاً على هذا الأمر؟ أهو من قبيل الصدفة المحضة أن يكون يوم خروج القوات البريطانية من فلسطين هو يوم إعلان إسرائيل قيام دولتها رسمياً واحتفلها بعيدها القومي؟ ولا تتعجب سيدي القارئ فإن الكيان الغاصب منذ أن كان  يفكر ويخطط في وطن يغتصبه حتى يدعي أنه وطنه القومي كانت القوى العظمى في ذلك الوقت هي فرنسا وبرطنيا وكانتا تقسمان العالم الضعيف عليهما (تقسيم الكعكة)، والصهاينة دائماً يسعون وراء الأقوى، وهم أول من رفعوا شعار عاش الملك مات الملك، فعندما كانت بريطنيا هي القوى العظمى كانت تربطهم  علاقات قوية، وعندما تراجعت قوة بريطنيا وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي القوى العظمى والمهيمنة قام اليهود بالهيمنة على مراكز صنع القرار الأمريكي وارتبطوا بها بعلاقات واتفاقيات ومعاهدات اقتصادية وعسكرية وأمنية حتى تشابكت المصالح الأمريكية والمصالح الإسرائيلية وأصبحت مصالح الطرفين منظومة واحدة, وتجدر الإشارة إلى أن  ارتباط الكيان الصيهوني بالقوى العظمى هي أساس فكري صهيوني فيما يسمى بالنظرية الأمنية لإسرائيل.   
  
 المحطة الثانية:
 
يحتفل الكيان الاستبطاني بما يسمونه عيدهم القومي ابتداً من ليلة الخامس عشر من أيار/ مايو والتي تعرف بيوم ذكرى الشهداء الذين ضحوا بحياتهم واستشهدوا في المعارك والحروب التي دارت مع العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً؛ الذين كانوا غاصبين أراضي اليهود ويكون الاحتفال بالمراسم التذكارية الرسمية في ساحة حائط المبكي (حائط البراق) بأورشليم (القدس) في الساعة الثامنة مساءً، حيث تطلق الصفارات ويقف جميع مواطني الدولة دقيقة صمت تخليداً لذكرى الضحايا. وفي الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم ذكرى الشهداء الذين سقطوا في حروب ومعارك إسرائيل تطلق الصفارات لمدة دقيقتين إنذاراً ببدء المراسم التأبينية في المقابر العسكرية. ثم تقاد المشاعل على جبل هرتصل بالقدس حيث التجمع الشعبي الهائل.
من الصباح الباكر ليوم الاستقلال يتوجه الإسرائيليون لزيارة الأماكن التي دارت فيها الحروب والمعارك التي دارت بينهم وبين العرب، كما تفتح بعض قواعد جيش الدفاع الإسرائيلي لزياراتها.
 
 المحطة الثالثة:
 
أين القادة العرب من هذه الذكرى السوداء للنكبة؟
 
أين الاستنكار العربي للشباب العربي والمنظمات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات الغير رسمية؟
 
 لماذا لا يشكل الشباب العربي في ذكرى النكبة شجباً ورفضاً للوضع المأساوي الذي يحيا الفلسطينيون فيه من حصار إسرائيلي وحشي واجتياح وقتل وتشريد وتجويع وتدمير للبنى التحتية؟
 
والأدهى أن إسرائيل تسعى إلى التطبيع مع الدول العربية وترفض إقامة أية مفاوضات أو معاهدات إلا بعد ضمان التطبيع معها، ذلك التطبيع الذي تهدف من خلاله إلى تحقيق أهداف اقتصادية وثقافية بالأساس، حيث إن  إسرائيل  تهدف إلى أن تصل في عام 2020  لمصاف الدول المتقدمة، وأن تحقق تنمية اقتصادية، ولذا فهي بحاجة إلى توسيع أسواقها، وصحيح أن إسرائيل تتمتع بعلاقات اقتصادية ناجحة لاسيما مع الدول الآسيوية الكبرى مثل الصين واليابان، إلا أن ما من دولة تهدف إلى تحقيق معدلات تنمية اقتصادية مرتفعة  ولا تفكر باللأساس في الأسواق العربية، تلك الدول المستهلكة والتي تتميز شعوبها بأنها شعوب مستهلكة, فهي دول وشعوب استهلاكية لا تنتج إلا النذر القليل.
 
 وعلى الجانب الثقافي،  كنتيجة للتطبيع بين الكيان السرطاني والدول العربية سيؤدي هذا إلى تكوين منظومة من المصالح الاقتصادية بين الطرفين مما يجعل ثقافة العداء تتراجع، حيث إن الكيان الصهيوني سيتحول إلى شريك اقتصادي وحليف استراتيجي، وبالتالي تخرج أجيال عربية تتعامل مع الكيان الغاصب على أنه شريك وليس عدو غاصب، وربما يأتي اليوم الذي يحتفل هولاء بعيد استقلال الكيان الاستيطاني الإحلالي، وبدلاً من أن يكون هناك بعض رجال الأعمال العرب الذين يحتفلون سراً بعيد الاستقلال الإسرائليي بدعوى من السفارة الإسرائيلية، يحتفل هؤلاء جهراً ويصبح الشاذ هو أن تنتقد ذلك أو تذكر بذكرى النكبة.
 
 أتمنى أن لا يأتي هذا اليوم الذي أصبح فيه أنا وأمثالي فيه غريبة ..................
 
 وحتى لو جاء سأظل اقول ............................
 
 
لا ................ للتطبيع مع الكيان الغاصب
 
لا   يااسرائيل سيظل يوم استقلالك هو يوم النكبة