الظواهري وولش في الطريق باتجاه تخريب لبنان



بقلم: محمد أبو علان:
من الواضح أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة يعيش ظروف في غاية الأمن والاطمئنان وإلا لما استطاع أن يكون بهذا الحجم الكبير من الظهور الإعلامي في الفترة الأخيرة والذي أصبح بمعدل مرتان في الشهر تقريباً بعد أن كان ظهوره يقتصر مرّة كل عدة شهور، ورسالته الأخيرة كان جزء رئيسي منها مخصص للبنان وعن "دوره الجهادي" في المرحلة القادمة وفق رؤية القاعدة والرجل الثاني فيها، وهذا الكلام تزامن مع تصريحات مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد ولش التي حذر اللبنانيين من صيف ساخن هذا العام، وهذه السخونة في الأجواء اللبنانية لن تكون بكل تأكيد بسبب الاحتباس الحراري التي تقف من خلفه الولايات المتحدة، والذي لم كان حيز أيضاً في خطاب الظواهري، بل سخونة نتاج ما بدأت به الولايات المتحدة وحلفائها في لبنان من عمليات اغتيال وتصفية استعداداً لخلق ظروف مواتية لضرب المقاومة الوطنية في لبنان وبالتحديد حزب الله.
ولا اعتقد أن هذا التزامن في خطاب القاعدة والأمريكان جاء بمحض الصدفة بل أنه جاء ليؤكد الدور الذي يلعبه تنظيم القاعدة في خدمة السياسية الأمريكية سواء كان بقصد أو بغير بقصد، فتصريحات القاعدة عن "الدور الجهادي" للبنان في المرحلة القادمة ضد الصليبيين فيه الكثير من الخدمة المجانية (إن لم تكن مدفوعة) للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها خاصة في دولة كلبنان تقوم على أسس ونسيج من العلاقات الطائفية ثبتت بدستور احتلالي منذ عشرات السنيين.
فالاغتيالات التي نفذت في لبنان خلال السنوات الثلاث الماضية عملت كافة الجهات التخريبية في لبنان الداخلية منها والخارجية باتجاه إلصاقها بسوريا من باب خلق المبررات لإخراجها من لبنان، لا بل وخلق مبررات لتضيق الخناق عليها تقويةً لمعسكر أمريكا في لبنان والمتمثل بتجمع الحريري وحلفائه ، واليوم تأتي تصريحات الظواهري بخصوص لبنان لتخلق مبرر وأرضية جيدة لأي جرائم سترتكبها الولايات المتحدة في لبنان بطريقة تضمن خلط كل الأوراق بطريقة تجعل من الواقع اللبناني أكثر تعقيداً وصعوبةً على الحل والتوافق الوطني.
وسيكون بعد هذه الجرائم ملف الاتهام للجهة المنفذة جاهز، وهو تنظيم القاعدة، حيث سيخرج الساسة الأمريكيين وأنصارهم من الإعلاميين والكتاب والمحللين ليربطوا مثل هذه الجرائم بتنظيم القاعدة مستندين لتصريحات وتهديدات الظواهري، بالتالي ستكون القاعدة في لبنان الشماعة الجديدة التي ستعلق عليها جرائم أمريكا وفريق السلطة في لبنان بعد انتهاء حالة فتح الإسلام في لبنان التي مولها وجندها الحريري وأعوانه لخدمته.