سوريا ....والركض في حقول الألغام .


يعتقد العرب السوريون ,أن سورية يحدها من الشمال إيران و جبال طوروس وتركيا والبحر المتوسط ومن الجنوب الصحراء الافريقية وهضبة الحبشة وبحر العرب , ومن الغرب البحر المتوسط والمحيط الأطلسي , ومن الشرق الخليج العربي وجبال زاغروس وإيران . يختلفون على أي شيء إلا على هذه الحدود وهم مؤمنون , أن أي بلد عربي له نفس الحدود , من الدار البيضاء إلى عبادان ومن كاجوكاجي وبور غابو إلى فيش والمالكية ' والعرب السوريون مؤمنون أن ابن جوبا و السلمانية و عدن و فاس و نواكشوط وأسوان وابن الشام واحد له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات وهذا لا يحتاج إلى براهين هو متأصل في العرب السوريين منذ الدولة العربية الأولى التي بنت مجد العرب , وصار من بديهياته بعد ثورة البعث , ذكرت البعث وثورته لأن المتأمركين العرب أقصد الناعقين باللغة العربية وخلفهم الصهاينة والأمريكان وغير الأمريكان , أكرر البعث كي أشعل النار في قلوب وجلود هؤلاء الذين كان وإلى اليوم البعث بالنسبة إليهم لعنة تؤرقهم , والسهم الذي يفقئ عيونهم والجندي الذي يقف كالطود في وجوههم الكالحة أينما اتجهوا وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا , هذا سطر .
العرب السوريون , يعرفون , ويرفعونها على رؤوس الأشهاد , أن بلادهم ليست الجمهورية الفاضلة , وليست واحة للديمقراطية , وليست جنة العدالة , وليست دنيا الرخاء والبحبوحة والنعيم , وليست فردوس الحرية .
ولكنهم كذلك موقنون أن بلدهم هذا, هو أفضل البلدان العربية وأفضل بلدان العالم الثالث , ديمقراطية وحرية ورخاء وكرامة , وأقل بلدان العالم ديوناً وأكثر بلاد الدنيا تنوعاً , وأقل بلدان العالم تعصباً وشعوراً بالطائفية والمذهبية , وأكثر بلدان العالم أمناً وأمان , وأكثر بلدان الوطن العربي تعلقاً بأمتهم وعروبتهم وقضاياها وهذا سطر آخر .

والعرب السوريون وأزعم أن خلفهم العرب من الماء إلى الماء , يؤمنون أن الذين يمارسون القتل في العراق في كل العراق في بغداد في الموصل في الرمادي في الفلوجة في كربلاء في الكوفة في البصرة ليسوا عراقيين بل هم الأمريكان وأزلامهم ومرتزقتهم لأن العراقي لا يقتل إلا العدو الحقيقي ولا يغير وجهة المعركة ولأنه أصيل , شهم , كريم لا متعصب و لا متمذهب , خريج مدرسة البعث ولو كره الحاقدين , وهذا سطر آخر .

والعرب السوريون يحملون قضايا العرب لأنها قضاياهم , ولا منة في ذلك لأحد , وليست بالنسبة إليهم أوراق ولا ملفات , بل هي مبادئ وقيم وتراب عُجن بالدم , فلا يوجد في سوريا عائلة واحدة لم تقدم شهيد على الأقل , وهي دائماً مستعدة لتقدم , ولو كانت غير ذلك لما كانت اليوم وحيدة , ولو كانت تبيع وتشتري وتساوم على أبناءها في فلسطين ولبنان والعراق لنالت كل ما تريد , فالمغريات التي قدمت لها كانت تفوق ما يتصور البعض , والذي يحدد إن كانت سوريا تلعب القمار بالمقاومة في فلسطين و لبنان والعراق , وحدهم المقاومون الذين يحددون ذلك , فلنسأل مشعل فلنسأل رمضان فلنسأل جبريل فلنسأل نصرالله فلنسأل الشيخ الضاري فلنسأل البعثيين العراقيين ,وهذا سطر آخر .

والعرب السوريون مؤمنون وبالدليل , أنهم لم يخرجوا يوماً من المعركة وما تركوا السلاح وآلاف الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض لبنان من شماله إلى جنوبه لم يكونوا يلعبون كرة القدم , والعرب السوريون فعلوا ذلك ليس من أجل أن يرضى هذا ولا من أجل أن يمدح ذاك , هم قاتلوا ويقاتلون وسيقاتلون عن أرضهم وشعبهم وأمتهم , ولا منة لأحد في الدفاع عن شرفه وكرامته , وإن كانت سوريا تتبع بعض التكتيك في قتال المعتدي , وخاصة بعد أن صارت وحيدة وهروب كل الحكام العرب وياليتهم هربوا فقط بل صاروا سلاحاً في يد العدو , لذلك قبلت أن تكون قلب و ظهير و ملاذ وعرين المقاومة , لأن أي مقاومة في الدنيا لا تنجح بل لا تقوم أصلاً بدون ذلك , وهذا ينطبق على المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية . وهذا سطر آخر

والعرب السوريون كذلك , موقنون لو أن حكومتهم رفعت يدها وانكفأت عن أشقائها وخاصة في العراق لنالت ما تريد , ولكانت الأولى في العالم في الديمقراطية وحقوق الإنسان والرقي , ولكان حذاء سيدها يأمر من نراهم اليوم ينخرون وأمام المستعمر يموؤن كالهررة

والعرب السوريون يعلمون بل هم واثقون , بأن الإيرانيون ليسوا أنبياء , وإن لهم مصالحهم التي يسعون إليها قد تلتقي وقد تتعارض معنا , وهم كذلك واثقون بأن الإيرانيون وعلى علاتهم , هم أفضل من مشيخة سفاح الأطفال من آل الصباح في الكويت , وأفضل من ممالك العهر من آل سعود في الجزيرة العربية المغتصبة وقس.. إلى آخر الدرك . والأهم من كل ما سبق وما سيأتي , أنهم يعرفون ويؤمنون ويثقون , أن حكومتهم ممكن أن تتهمها بما تريد , ولكن لا تستطيع أن تتهما بأنها طائفية ومذهبية وأي كلام في هذا الموضوع سخيف وتافه ولا يستحق لا الرد ولا النقاش ومن يقوله بحسن نية أو بسوء نية هو مدسوس إن لم نقل غير ذلك , يحاول يدخل من باب الثقافة والتحليل والحرص على هذا المذهب وذاك أو هذه الطائفة أو تلك إلى الخندق الأخير لردمه .


والعرب السوريون يطمئنون العرب , الغيارى والعرب الحيارى , و عرب " الأمارى " أن سوريا هي سوريا العرب كل العرب ,قوية جداً جداً بالشعب العربي الملتف حولها ولو كان بالقلب وهو أضعف الإيمان , وبشرفاء العرب , من الكتاب , والمثقفين , والأدباء , والفنانين , هذا للغيارى لتقر أعينهم , وللحيارى لترى أعينهم و"للأمارى " لتفقئ عيونهم .

العرب السوريون يؤكدون للجميع , أن سوريا تدفع ثمن مواقفها وهي غير نادمة على شيء , وستبقى تقدم حتى يعود الحق أو نموت دون ذلك , وليعلم الجميع أنه لا يطلق طلقة من البحر إلى البحر إلا ولسوريا التوقيع الأخير عليها .

أخيراً العرب السوريون يؤكدون لكل أشقائهم منى الماء وإلى الماء , أن الخيانة والعمالة لا دين لها و لا رب أبوها الذنى وأمها الخنى و ذريتها ما ترون ....

جنوبك روم , وشمالك روم , وغربك روم , وشرقك روم , وفي عبّك عقارب وأفاعي ... فعلى أيِّ جنبٍ تميل