نِهايــات


 
 
 
شعر: سلوى السعيد
 
لا تحرقِ الأوراقَ،
بينَ سُطورها كبِدي،
ودموعُ يدي.
قلبٌ يُداري ذبحةً في القلبِ،
خفّاقاً يرفُّ على مُحيّاكَ النّدي.
الشمسُ والقمرُ الفريدُ،
أنا وأنتَ حبيبَ عُمري،
كلما غِبنا تلاقينا هزيعاً،
من شُروقٍ أو غُروبْ.
من جَذوتي،
هذا الضّياءُ السرمَدي.
 
لا تحرقِ الأوراقَ،
تختَنقُ القصائدُ،
تشردُ الريحُ بأنفاسِ الخُزامى!
يخطفُ الطيرُ الكلاما،
يشربُ البحرُ الصّدي.
لا تحرقِ الأوراقَ .. لا
ممهورةٌ أوراقُنا بالليلكِ البلَدِي.
كم رافقتْ حُلمي وذاكرتي وكم؟
شهدتْ عذاباتي،
وقلتُ لها: قفي لا تشهَدِي!
كي لا يرى الغُرباءُ حُزني،
نارَ محرقتي ..
رمادَ قصائدي.
 
هل ترجعُ الأشياءُ بعدَ حريقِها؟
أم أنَّ للأشياءِ أرواحاً
تهيمُ بها؟
وذكرى من روائِحها
جواها من جوى
"كنعانَ" يا ولدي!
* * *
كان الطريقُ إليكَ نهراً أخضرا،
أمشي وأندفُ في الطريقِ مدامعي،
قبلَ الوصولِ،
إلى نُعاسِ مسائكَ الورديِّ،
غالبهُ الكرى.
تصحو إذا سكنَ الأنامُ،
ترى غداً متَسائلاً
وترى غداً ما لا يُرى!
وكأنَّ أقمارَ السماءِ
تفيقُ في عينيكَ،
والدنيا فضاؤكَ،
يا صباحَ اللهِ،
صلى نورسٌ فوقَ البحارِ،
مُسافراً ومُسافراتٍ في الذرى.
الذكرياتُ وما جرى،
قبل الرحيلِ بكى الخريفُ على شبابيكي،
وحطتْ بومةٌ فوقَ المكانْ.
 
وانفضَّ ليلُ الشعرِ والنُدمانْ.
ناديتُ الهوى "عمّانْ"
تسري بدمّي ما سَرى!
ودعتُها والدمعُ يذرفُ أحمرا.
قالوا لمنْ تبكي؟
تَلوتُ مواجِعي،
من سورةِ "الفُرقانِ"
حتى سورةِ الهذيانْ.
أتكونُ أنتَ لي الدّيارُ،
وهل تُرى ..
أتكونُ أنتَ المَهجَرا؟؟