دمشق تتضامن مع غزة .. شهداء غزة مشاعل نور على طريق التحرير



بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" بهذه الكلمات صدحت حناجر آلاف المواطنين المتظاهرين الذين غصت بهم شوارع مدينة دمشق احتجاجا على المجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال ونساء وشيوخ الفلسطينيين في قطاع غزة.

وردد المتظاهرون الذين قدموا من محاور مختلفة في ساحة يوسف العظمة هتافات نددوا فيها الصمت الدولي تجاه هذه المجازر  .

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها / شهداء غزة مشاعل نور على طريق التحرير / و / أغيثوا أطفال غزة/ و/الحصار والتجويع لن ينالا من صمود المقاومة / و/  اخرج عن صمتك وتحيزك أيها المجتمع الدولي/ و/ سورية معك يا أقصى /.

ولم يسلم الرئيس المصري " حسني مبارك " ولا الملك الأردني " عبد الله الثاني"
من الهتافات المنددة بمواقفهما السياسية الباردة التي لا تتناسب مع سخونة
ما يجري من إراقة للدم الفلسطيني في غزة.

وتلا المشاركون في المسيرة  بيان باسمهم قالوا فيه إن  المجازر الإسرائيلية وعمليات الإبادة التي يذهب  ضحيتها يوميا عشرات الأبرياء من الأطفال الرضع والنساء والشيوخ ما كان لها أن تحدث لولا  الغطاء الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل بتبريرها الدائم لهذه المجازر ولولا قبول مجلس  الأمن بسياسة الكيل بمكيالين ورضوخه للضغوط الاميركية وتعطيل الجهود الدولية حتى في  إصدار بيان يشجب هذه المجازر الرهيبة.

وأعرب المشاركون عن وقوفهم إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني والصامد في
وجه العدوان البغيض الذي لن يستطيع مهما ارتكب من مجازر وجرائم أن ينال من صموده ومقاومته المشروعة.

وقال البيان  إننا نستصرخ صوت الضمير الإنساني للأمم المتحدة وصوت المنظمة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وصوت كافة الشعوب المدافعة عن السلام متسائلاً الى متى  سيستمر الظلم والاحتلال للأرض والعدوان على الشعب الفلسطيني والى متى سيستمر صمت  الضمير العالمي على جرائم الصهيونية ".

من جانبها سلمت الأحزاب والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية الغاضبة بيانا لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في دمشق استنكرت فيه المجازر الوحشية التي ترتكبها  سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة وطالبت فيه المنظمة بتحمل مسؤولياتها والعمل على الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة وعدم  المساواة بين القاتل والضحية.

وقال البيان .. إن ما تمارسه إسرائيل اليوم من قتل للبشر وللحجر ولكل ما هو حي هو اعتداء  أولاً على الإنسانية وهو أمر يتناقض مع كافة القواعد والأعراف وما نصت عليه القوانين والأعراف الدولية وميثاق جنيف ويشكل جرائم حرب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وأن  حدوثه في القرن الحادي والعشرين يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء.

وأكد البيان أن إسرائيل  بما ترتكبه من جرائم تثبت أنها كانت وما زالت كيان استيطاني  يستمر في اغتصاب الأرض والحق والإنسان  معتمدة على أوهامها وتخيلات قادتها  المتعطشين أبدا إلى الدمار والقتل بحكم نزعتهم الإجرامية مستهترين بكل القيم و المبادىء  الإنسانية والحضارية التي عرفتها الإنسانية عبر تاريخها .

الدكتور " صلاح الدين كفتارو" مدير عام مجمع الشيخ أحمد كفتارو  الذي كان احد المشاركين في المسيرة قال "إن  أمتنا العربية والإسلامية تمر بزمن عصيب وتزداد المحنة على شعبنا الفلسطيني يوماً بعد يوم جراء العدوان الصهيوني السافر على
 كل شيء في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة ، مشيراً إلى رفض الشعب العربي السوري لهذه الجرائم وتنديده بالصمت الدولي إزاء هذه الجرائم  وبالدعم الأمريكي لها، مؤكداً أنه حتى لو توانى بعض زعماء العالم عن تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني في محنته سيبقى الشعب السوري بكافة أطيافه
 وطوائفه مؤيداً ومناصراً لشعب فلسطين".

بدوره الأب " فادي الحمصي " قال " إن  هذه المسيرة تأتي لتخاطب المجتمع
الدولي ولتعبر عن صرخة الشعب السوري في وجه استمرار المجازر الإسرائيلية
ضد الشعب الفلسطيني "، مندداً بالصمت الدولي وبمواقف المجتمع الدولي الذي
لم يحرك ساكناً لإيقاف المجازر التي تستهدف جميع  مكونات الحياة الفلسطينية.

ودعا " أحمد الحاج سليمان" نقيب المحامين في محافظة حلب وعضو مجلس الشعب
 جميع البرلمانات في العالم والمنظمات الدولية والحقوقية والمؤسسات البرلمانية
 والنيابية والتشريعية لإعلاء صوتها انتصاراً لمبادئ القانون الدولي الإنساني وإدانة  جرائم الحرب، وقال: "هناك مخطط يهدف إلى ضرب إرادة هذه الأمة وصمودها وقوى الممانعة فيها وضرب كل شكل من أشكال الحياة فيها، مضيفاً إن ما يجري في غزة هو قتل للحياة وقتل للإنسانية ".

وإن هذا المشروع الصهيوني لن يكتب له النجاح لأن جماهير الأمة والقوى  التحررية في العالم ترفضه وهي تقاتل وتقدم دمها في سبيل الانتصار لقضاياها وحقوقها.

من جهته قال موفق حبشي عضو مجلس الشعب " نشارك في هذه المسيرة  كبرلمانيين سوريين لنؤكد شجبنا للمجزرة والمحرقة التي تمارس على أشقائنا في فلسطين  دون تمييز بين طفل وشيخ أو امرأة، ونحن نناشد جميع البرلمانيين في العالم  للوقوف يداً واحدة في وجه هذا العدوان وهذا المخطط الصهيوني الذي يهدف
 إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وفلسطين، نحن هنا لنقول لا للمخطط الأمريكي
لا للمخطط اليهودي لا لقتل الأطفال في غزة ولنقول لأخوتنا إن شعب سورية معكم قيادة وشعباً".   

ووصل عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمستمر منذ الأربعاء الماضي إلى  أكثر من 119 شهيدا غالبتهم من الأطفال فيما أصيب المئات بجروح .