أول الغيث لا آخر الغباء .


أول الغيث ليس, بالضرورة, آخر الغباء..!

أولئك الذين لا يفهمون العالم (أليس هذا رأي زبغنيو بريجنسكي?) من أدناه إلى أقصاه, ويقولون أنه حتى نقل الهوت دوغ يحتاج إلى قاذفات القنابل (بول ولفوويتز), كيف يمكن أن يفهموا لبنان?‏

وهذه هي المعادلة التي نراها, من خلال المدمرة كول, إذا كنا نشعر بالحد الأدنى من الخجل, ونمتلك الحد الأدنى من الرؤية: الرايات البيض على حدود إسرائيل والرايات السود على حدود سورية...‏

للتوضيح:: حرب مع دمشق وسلام مع... أورشليم!‏

للعيون العمياء, للأدمغة العمياء أيضاً, نسأل: هل التركيبة اللبنانية, بحساسيتها, وهشاشتها, وكان يمكن لزمان وزمان أن نقول لعبقريتها, أن تتحمل كرنفال القوة, بل هو كرنفال الخراب الذي نرى مظاهره في كل مكان...‏

المدمرة إياها, وشقيقاتها على امتداد كل البحار (ويا صاحبي... وصولاً إلى المريخ), ماذا فعلت في كوريا, وفي فيتنام, وفي كمبوديا, ولاوس, وأفغانستان, والعراق, وفلسطين والصومال, ولندع ارثر شليسنجر يقول: (لا أدري لماذا نلهث هكذا وراء.... اللعنة الآسيوية?).‏

هكذا حين تظهر (يو. اس. اس. كول) في حديقتنا الزرقاء من أجل مساندتنا ضد (العدو السوري) الذي كما لو أنه ليس بعض أهلنا, وبعض قلبنا, فيا دمشق, أيتها الجميلة التي في روحها روح محيي الدين بن عربي (ويا أيها القديس العزيز... حنانيا), اننا نعتذر...‏

نحن أشقاء ونختلف قد ندير ظهورنا لبعضنا البعض في اللحظة القاسية, والعابرة, والتي ينبغي ألا تحدث, والخطأ والصواب كلاهما يعلمنا, ولكن هل من يحاصر نصف القلب يترك النصف الآخر طليقاً...‏

ولنسأل, بالمنطق الموضوعي إياه: حين لا يستطيع لبنان, بتركيبته, كما قلنا, أن يتحمل موقفاً من مواقف العشق التي تتحفنا بها الإدارة الغبية إياها, هل له أن يتحمل مدمرة لا تتقن سوى لعبة الدمار والتدمير, وهي الطليعة, أجل الطليعة, لما وراءها ووراءها ووراءها?‏

وليعلم هؤلاء الآتون من ليل الأمم, ومن ليل الأزمنة, أن دمشق, في هذا اليوم وفي كل يوم, هي بيروت, وأن بيروت هي دمشق إذاً, لقد ارتكبوا - وبالبلاهة إياها - الغلطة التي قد توقظ من جانبهم الوعي بيننا, لنقول سوية أن الاستقلال لا يصنعه رعاة البقر, ولا باعة الخراب, وإنما أهل البلد حين يدركون ما هو - ومن هو - البلد!!‏