كاتبة بلجيكية تعترف بتلفيق قصة طفولتها زمن الهولوكوست


 
 
اعترفت كاتبة بلجيكية، حققت رواية ألّفتها عن طفولتها في عصر محرقة اليهود "الهولوكوست" أعلى المبيعات، أنها لفقت تلك القصة وخدعت القراء.
 
والرواية "ميشا: ذاكرة في سنوات المحرقة"، والتي ترجمت إلى 18 لغة وحولت إلى فيلم سينمائي، تحكي قصة طفلة يهودية هربت من المحرقة بحثا عن والديها وتاهت في غابات أوروبا وعاشت مع قطيع من الذئاب بعدما اضطرت لقطع 1900 ميلا على قدميها.
 
لكن أيا من تلك التفاصيل لم يكن صحيحا، بحسب محاميي الكاتبة سيبلنغز ناتالي ومارك أوتينديل.
 
وقال المحاميان إن "الكاتبة اعترفت بأن ما قالته عن طفولتها لم يكن صحيحا وأنها لم تعش مع الذئاب خلال الحرب العالمية الثانية."
 
وقالت الكاتبة ميشا ديفونسيشا (71 عاما) إنها "تطلب الصفح من القراء الذين تشعر بأنها خانت ثقتهم،" وفقا لبيان سلمه محاميا الكاتبة إلى وكالة أسوشييتد برس.
 
وفي روايتها كتبت ديفونسيشا أن النازيين "اعتقلوا والديها عندما كانت طفلة، وتشردت في الغابات والقرى الأوروبية لوحدها لمدة أربع سنوات،" وادعت أنها وجدت نفسها في غيتتو لليهود في وارسو، بولندا، عندما قتلت جنديا نازيا دفاعا عن نفسها، وأن قطيعا من الذئاب تبناها بعد ذلك.
 
واعترفت الكاتبة أن اسمها الحقيقي هو مونيك دي ويل، وأن "ما كتبته كان محض خيال، وأنا لم أترك يوما بيتي في بروكسل للبحث عن والدي، فالقصة لم تكن حقيقية لكنها قصتي أنا، أرجو من قرائي أن يعذروني لأنني خنت ثقتهم."
 
لكن طفولة ديفونسيشا عانت شيئا مشابها عندما اعتقل والداها وقتلا وهي في عمر أربعة أعوام، لكنها لم تهم على وجهها في غابة بل عاشت مع جدها وعمها طفولة قاسية، بحسب ما قالت في البيان الذي أصدرته.
 
وقالت "مرت علي أوقات كان من الصعب فيها التفريق بين ما كان حقيقيا وما هو من نسج خيال، لقد عشت ذكريات كثيرة."
 
وأوضحت المحامية ناتالي أنها اتصلت بالكاتبة الأسبوع الماضي لتخبرها عن مقال نشر في إحدى الصحف يشكك في قصتها، وقالت "أخبرتها بتلك المعلومات وكانت في وضع مرير فقد ظهرت حقيقة ما كانت تعتقد أنها قصة حياتها لسبعين عاما."
 
وفي الأسابيع الأخيرة تزايد الضغط على المؤلفة لتدافع عن دقة الرواية التي كتبتها، إذ قال عالم التاريخ البلجيكي مكسيم ستينبرغ لتلفزيون RTL "لست خبيرا في العلاقات بين البشر والذئاب لكنني متخصص في تاريخ اليهود ولم أجد عائلة المؤلفة في أي مرجع أرشيفي، فعائلتها ليست يهودية ولم تسجل يوما على أنها كذلك."
 
وكتبت ديفونسيشا روايتها بناء على طلب الناشرة الأميركية جين دانييل عام 1990 عندما سمعت المؤلفة تروي قصتها في كنيس يهودي في ولاية ماساشوسيتس الأميركية حيث تقيم الكاتبة.
 
وقد اختلفت الناشرة دانييل مع المؤلفة البلجيكية على خلفية الأرباح التي حققتها الرواية الأكثر مبيعا، ما أدى إلى رفع قضية ضد الناشرة عام 2005، حصلت بعدها الكاتبة على مبلغ 22.5 مليون دولار أميركي.
 
لكن الناشرة لم تدفع ذلك المبلغ حتى الآن، وربما تكون اعترافات المؤلفة فرصة الآن للناشرة لنقض الحكم.
 
وتقول دانييل "لم أكن أتصور أن هذا سيحدث، فلم أستطع في ذلك الوقت أن أتأكد من صحة القصة، لقد أخبرتني ديفونسيشا أنها لا تذكر أسماء والديها ولا تاريخ ميلادها ولا مكانه، لم تعطني شيء لأبحث من خلاله."