أما آن للفارس العربي أن يترجل


*الشريف سامرالحسني :
غريب حال العرب هذه الأيام !! أصبح العالم العربي يتصف ببلادة غريبة لا تتوافق مع تاريخه العظيم من الانتصارات على اعتى جيوش العالم في العصور السابقة , من فرس ورومان وتتار وحملات صليبية تحطمت كلها أمام صمود الإرادة العربية المسلمة صاحبة الحق والتي وقفت سدا منيعا أمام كل الهجمات المتواصلة حتى يومنا هذا .

اليوم انقلبت المعايير أصبحنا كسفينة تائهة تتقاذفها الرياح والأعاصير بلا هدف ولا رؤية واضحة لها , تتقاسمها الدول الاستعمارية وتقتل وتنهب كيفما يشائون بلا حسيب ولا رقيب , أقول كل الدول العربية تعاني من هذا الوضع المحتلة منها مثل العراق وفلسطين والصومال , وهناك احتلال من نوع أخر لا يقل عن الاحتلال العسكري و المتمثل بكل الدول العربية الخليجية وغيرها بحجج حمايتهم من الخطر الصدامي والإيراني , نسوا أو تناسوا أن الخطر الحقيقي هو الأمريكان والسرطان الإسرائيلي , الذي يفتك بالفلسطينيين والعراقيون على حد سواء ومن يقف يؤيدهم وينصرهم , حقا أن العرب اليوم يقفوا كمن يضع الحية في ملابسه ليدفئها وهو يعلم أنها سوف تلدغه وتقتله .

كل ما سبق يبين لنا الحال المهين للعرب والغير مشرف , وقد وصفته بالموت السريري , لو نظرنا لما يحصل في غزة من مجازر ومذابح وتدمير لكل معاني الحياة وبسكوت تام من العالم كله وخاصة من العربي لعلمنا حقا أن هناك خطر وخطا كبير يجب تداركه قبل فوات الأوان , لم نسمع شجب ولا استنكار ولا مسيرات مساندة لغزة إلا في سوريا قلعة الصمود, والسودان والأردن وبشكل باهت في بعض الدول الاخرى.

أخوتي العرب والمسلمون قطاع غزة وفلسطين جزء من الوطن العربي الكبير , وهو يخوض صراع دامي منذ عشرات السنين ورغم الجراح لم يستسلم ولم تنكسر شوكته ويقف شامخ شموخ الجبال ولديه رجال كالأسود ينقضوا على الأعداء ويفتكوا بهم ويلحقوا بهم الخسائر , في الحقيقة الصراع مرير وخسائرنا كبيرة , ولكن عدالة قضيتنا تعطينا الحافز لمقارعة أقوى جيوش العالم مهما كانت .

عذرا أخوتي العرب لا نريد منكم رجال وجيوش فلدينا منهم ما يكفي , نحتاج لدعمكم ومساندتكم وتأييدنا والدعاء لمجاهدينا , نحن نفخر بأمتنا العربية ولكن عليكم النهوض من عثرتكم ونفض غبار التكاسل واللحاق بركب الدول المتقدمة , والوقوف بجانب المظلوم من الدول العربية والإسلامية فلديكم من المقومات ما يفي لهذا الغرض ويزيد .