حفل سمر على سطح كول


رياح شمالية غربية متوسطة كانت تضرب البدن الضخم للمدمرة يو اس اس كول وهي واقفة في المياه الدولية قبالة شواطئ لبنان , فتتأرجح برقة ذات اليمين وذات اليسارويتمايل معها المشاركون في حفل سمر على سطحها بمناسبة بدء مهمتها في دعم الاستقرار السياسي للمنطقة وفقا لرؤية الرئيس بوش .. أزاح الرئيس كأس المشروب الخامسة بعيدا عن شفتيه وتمتم قائلا : المشكلة ان المنطقة لا نفط فيها ولهذا ستقتصر مهمة كول عند الضرورة على قصف العمائم السوداء .. أمن روبرت جيتس على قول رئيسه وهو يزدرد قطعة ضخمة من اللحم المشوي قائلا : حتى لو طارت عمائم بيضاء وآلاف الرؤوس العارية من العمائم .. كله يهون من اجل ارساء دعائم الديمقراطية وحقوق الانسان .. مسح ديك تشيني الساحل البعيد ببصره الكليل وهو يفكر في استثمارات ضخمة لمجموعة هاليبيرتون في اقامة منتجعات سياحية واندية قمار والخدمات اللوجستية المصاحبة لها .
هواء المساء البارد تسلل الى بدن كوندوليزا رايس فأصابها بارتعادة خفيفة .. فكرت ان تستجلب بعض الدفء مع صديقتها الحميمة المكتنزة على الشاطئ الاسرائيلي , وقررت ان تقدم هدية لقبطان كول حتى يوفر لها زورقا سريعا ينقلها خلسة ـ دون ان يشعر احد ـ الى شاطئ ضاحية نهاريا حيث منزل صديقتها بيضاء البشرة , لكن دماغ الرئيس نصف المخمور أحبط أمانيها , عندما اخذ يتحدث اليها بصوت حالم عن مشروعه لبناء حزام يمتد من شواطئ لبنان ويتجه شرقا الى سوريا فجنوبا الى العراق ويتوغل حتى يصل حوزات قم الى ان ينتهي في مزارع الافيون الافغانية 00 قال الرئيس بصوت متلعثم : هذه ستكون ضربة معلم تحبس النفط العربي الثقيل في مكامنه ومعه غاز بحر قزوين ونفطه .. وايضا اسماك الحفش المنتجة للكافيار حتى تنبسط لورا !
فجأة دون مقدمات اطلقت اجهزة الانذار في المدمرة عقيرتها بالصياح فدارت محركات مقاتلات وقاذفات الاف على سطح حاملة الطائرات القريبة , وانطلقت طائرة سلاح الجو رقم واحد لنقل الرئيس الى ملجأ آمن ,وبالت كوندوليزا فى سروالها، وتحسس تشيني طريقه بصعوبة بالغة وسط الكراسي المتناثرة ،وفكر جيتس فى امراته التى قد لا يعاشرها بعد ذلك، ورصدت اجهزة الاستنفار في البنتاجون وجميع الوحدات القتالية هدفا معاديا على مسافة 4 اميال بحرية من المدمرة , وتأهبت سي ان ان لارسال اطقمها بعجالة الى شرق المتوسط لتغطية احداث الشرارة الاولى للحرب العالمية الثالثة .. حيث كان صياد فلسطيني فقير يلاطم الامواج بزورقه التائه في عرض البحر منذ ثلاثة ايام , متوجها نحو كول التماسا لبعض الزاد والماء !

شوقي حافظ