ما لكم و سوريا

 
 
*الشريف سامرالحسني :
تجند جريدة القدس الصادرة في الأراضي المحتلة كل إمكانياتها للهجوم على سوريا وحلفاءها من خلال إعادة نشر مقالات الليبراليين الجدد (العرب)حلفاء المحافظين الجدد, المتحالفين, عضويا مع الصهاينة, على صفحاتها بشكل مستمر.فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن تتحفنا هذه الجريدة بمقال أو أكثر للسيد عبد الرحمن الراشد – رئيس مجلس الإدارة لقناة العربية المملوكة لإحدى زوجات الملك السعودي , والتي أنشئت لمواجهة قناة الجزيرة والمنار ,والكاتب الدائم في جريدة الشرق الأوسط المملوكة للحكومة السعودية .الراشد يعتقد أن سبب تسونامي والزلازل في اندونيسيا هو النظام في دمشق وحلفاءه (إيران , حزب الله ,حماس...الخ ),وهكذا يتصرف الكتاب جميل الذبياني الذي يدعو سوريا إلى التخلي عن حلفاءها وموقعها وموقفها من اجل أن يوافق العاهل السعودي على حضور القمة في دمشق , متناسيا قضيتين أساسيتين:الأولى أن العاهل السعودي هو من يتشرف بزيارة أقدم عاصمة في التاريخ وليس العكس, والثانية أن القمم العربية لم تقدم شيئا للأمة العربية سوى الويلات والمصائب ولم ينتظر المواطن العربي بعد كل قمة سوى التنازلات والمؤامرات على قضاياه . ويتبجح الكاتب المذكور بالموقف التاريخي – كما يسميه- للعاهل السعودي حين أطلق لقب احتلال على التواجد الأمريكي في العراق- صح النوم !! فالأمم المتحدة والشعب الأمريكي أطلق هذا الوصف على تواجد قوات بلاده في العراق قبل العاهل السعودي.ويعتقد الكاتب أن إبداعات النظام السعودي تتلخص في مبادرة ملكه, ويتناسى أن هذه المبادرة هي أفكار الكاتب اليهودي الأمريكي توماس فريدمان, ولولا تدخل السوريين وإضافة فقرة تتعلق بحق العودة لكانت المبادرة نسخة عن أفكار إسرائيلية سابقة .ثم أن قمة القاهرة التي دعا إليها الرئيس المصري لتشريع العدوان على العراق وحضرتها كل الدول العربية , رغم تحفظ بعضها ورفض البعض الأخر للغزو ,تشير إلى أن العرب حافظوا على الحضور رغم الخلاف , فلماذا يصطنع الخلاف الآن للتغيب عن القمة ؟ولمصلحة من ؟
ويتسع صدر جريدة القدس لكل أنواع الدجل والنفاق لأشباه الكتاب من اجل ممارسة دورهم في الهجوم على معسكر المقاومة والممانعة من قبل طارق الحميد واحمد ألربعي وصالح القلاب وإياد أبو شقرا ولكنها تضيق على أي كاتب محترم يحترم أمته وتاريخها ونضالاتها وشهدائها ولا يمد يده للسفراء الأمريكيين في المنطقة وحلفاءهم.بهذا المعنى فان صحف القدس والحياة والأيام مثلها مثل فضائيات العربية والحرة والمستقبل الحريرية تتجند "طواعية "؟!!للتشهير بشرفاء الأمة.
إن ما يستفز هذه الصحف وهؤلاء الكتاب أن الشارع العربي يزداد التفافا حول المقاومة وهو يرى ويرصد بوادر تراجع وانكماش المشروع الامبريالي – الصهيوني في العراق ولبنان وفلسطين ,وليمت الليبراليون العرب بغيظهم , فمشروعهم (مشروع جعجع) إلى اندحار.