العنوان الوحيد .... غزة


العنوان الوحيد للأحداث, كل الأحداث, هو (غزة)

باراك قادم من واشنطن, ومعه جاءت كول.. وستتبعها أخرى, وأحاديث عن الاستقرار, والمنطقة, وسورية ,والقمة..لكن..‏

هي غزة..‏

ولا يبالغ أي عربي إن قال: غزة على الذبح..‏

هذه هي الحقيقة, وعنوان الأحداث..‏

باراك في واشنطن.. عادي جداً.. وطبيعي عندما لايكون في تل أبيب أن يكون في واشنطن..‏

كول قبالة لبنان بموافقة أو دون موافقة أحد.. ليس بجديد..‏

سفن أخرى تأتي.. هذا متوقع..‏

الاستقرار في المنطقة.. هي القضية التي ترعبهم فعلاً,وبالتالي هو الهدف..‏

الضغط على سورية.. تعلمنا وتعلموا.. تعلمنا أن نقاوم ضغوطهم, وطبعاً نحن لانرحب ولانستهين بها.. وتعلموا أننا لانستجيب للضغوط..‏

القمة.. هي القمة.. قادمة بلاريب.. غير قابلة للتأجيل ,سورية أكدت ذلك من خلال اصرارها على دورية القمة - فهي ليست قمة طارئة, بل دورية كما أوضح السيد وزير الخارجية.‏

الذي يضيف إلى ذلك كله جديداً.. هو مايجري في غزة.. يضيف إلى درجة أنه يزيح الأحداث والتطورات كلها, لتكون غزة العنوان.. والمذبحة حقيقة تؤكد نوايا القضاء الكامل على كل ماتعنيه غزة والمقاومة, وانتصارها في لبنان..‏

غزة .. طوفان دم.. وميدان للقتل اليومي والعالم يصمت بشكل كامل, وقد امتنع مجلس الأمن عن إصدار بيان يدين عمليات إسرائيل في غزة..-منعته واشنطن-.‏

كثيرون طالبوه بذلك- منهم سورية- وبشكل عام ربما شخصت الأبصار إليه , ليس ايماناً بمقدرته على إنقاذ غزة, ولا أملاً بجدوى الإدانات وانما بحثاً عن شيء حي يمكن ان نسميه المجتمع الدولي.. فقد عممت السيطرة الأمريكية على الأمم المتحدة , وسياسة الهيمنة على العالم ان مجلس الأمن, ومن بعده الامم المتحدة كلها هي ( المجتمع الدولي) وهكذا تسهل سيطرة السياسة الأمريكية على هذا ( المجتمع الدولي) عبر (هذه الأمم المتحدة).‏

والحقيقة أن الولايات المتحدة قطعت خطوات أعرض في طريقها للسيطرة الكاملة على الأمم المتحدة.. لأسباب عديدة.. منها تراجع دور الأمين العام بعد مغادرة كوفي أنان ,وقدوم بان كي مون إلى حد يبدو موقف الأمين العام مستجيباً لما تريده الولايات المتحدة لا لما يريده العالم.‏

ومنها تراجع دور الدول الكبرى الأخرى, التي شكلت حتى عهد قريب أصواتاً حرة بشكل ما.. وكان - بعد رحيل الاتحاد السوفييتي- الدور الفرنسي هو الأهم والأوضح.‏

تراجعت فرنسا عن دورها كنجم حضارة وثقافة عالمي, إلى دور الجرم الذي يدور في الفلك الأمريكي..‏

شعوب كثيرة في العالم محبطة من الدور الفرنسي.. ويبدو أنه حتى داخل فرنسا هناك عدم رضا.. ولذلك عدل (المصدر الفرنسي الرفيع) عن موقف فرنسا الذي اعلن أول أمس.. والذي قالت فيه الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكية إن فرنسا تؤيد ارسال البوارج وقال المصدر الرفيع حسب المصادر الإعلامية (كان تحليلاً مبالغاً فيه وغير دقيق) وكالعادة الصقت الحكاية ب(الاعلام) الذي يبدو أن قدره أن يتحمل أخطاء السياسة والسياسيين.‏

وأكد المصدر الرفيع انتقاده للموقف الأميركي ,وأن فرنسا وضعت في صورة التحرك في (اللحظة الأخيرة).‏

نقول: العدول عن الخطأ غير التمادي فيه..‏

لكن.. ماذا يافرنسا.. ماذا يا أوروبا?! ماذا..?!‏

هل هو الصمت حتى تشبع غريزة القتل الإسرائيلية?!.‏

هل يعقل ذلك..‏

ثم ماذا يامن تسمّى (مجتمعاً دولياً) ولا أحد يعلم لك حدوداً أو معنى.. إذا كانت الصورة مجلس الأمن فهي الكارثة, لأنه لايستطيع الإدانة, فهو منشغل بتوصيف أوطاننا وبلداننا, وختم توابيت شهدائنا, وتزييف البطولة, وتسمية مقاومة الاحتلال بالإرهاب.. و .. و..‏

فغنوا ياعرب على موسيقا (المجتمع الدولي).