يسألونك عن الجامعة العربية قل فيها اثم كبير...


 
 
 
بقلم: سعيد جداد
من السذاجة والبلاهة والغباء المدقع أن تظل الشعوب العربية تعلق أمالا عريضة للخلاص من أوجاعها على جثة ألجامعه العربية ودوراتها المتكررة سواء على مستوى الزعماء أو الوزراء حتى المندوبين فلقد أثبتت الأحداث والتاريخ والنكسات المتتالية أنها لا تملك من أمرها شيئا وان لا حول لها ولا قوة وانها بجلالة قدرها اقل قدرة من فرع في وزارة الخارجية الأمريكية
ناهيك عن فضائحها التي تترى وتنكشف كل يوم بأسوأ من الذي قبله ،فمنذ أن تم إنشاءها إلى ا اليوم والغد وما بعد بعد الغد لم ولن يجنى العرب من ثمارها إلا البؤس والشقاء والآمال الكاذبة فالتقسيم الذي خلفه الاستعمار في الوطن العربي بدويلاته المتناحرة والمتناثرة التي تتناطح دبابتهم الخردة على متر هنا اومتر هناك لا يمكن أن تجتمع على كلمة سواء باستثناء الفترة الزمنية التي قاد فيها جمال عبد الناصر ألامه العربية فتلك المرحلة كانت استثنائية استمد العرب فيها قوتهم ورهبتهم من القيادة الفذة للزعيم الخالد جمال عبد الناصر وليس من جثة ألجامعه العربية تلك المرحلة الاستثنائية لن تكرر لان جمال عبد الناصر لن يتكرر
 
أن المتتبع للدور الذي لعبته ألجامعه العربية طوال سنين عمرها لن يجد في صفحات تاريخها الأسود إلا أداة استعملها الاستعمار وأذنابه لتمرير مقرراتهم ومخططاتهم لتفتيت ألامه العربية وتفريق كلمتهم وضرب وحدتهم فالجامعة هي المقر العربي الوحيد الذي تتجسد تحت قبته كل أنواع الخلاف والشقاق العربي فمقرراتها تعكس التشرذم العبثية التي تغرق فيها هذه ألامه من المحيط إلى الخليج ولذلك قلما تخرج قراراتها إلى النور باستثناء القرارات التي تتوافق مع السيد الأمريكي أو الغربي ، فضرب العراق وحصاره الذي رفضته الأمم المتحدة وكل الشعوب الحره استمد شرعيته من تحت قبتها وتم تنفيذه انطلاقا من ارضي أعضاء ألجامعه العربية و حصار ليبيا عضده جملة وتفصيلا أعضاء ألجامعه العربية ، واحتلال الصهاينة لفلسطين وحصار غزة والحرب الاهليه في السودان والصومال والعدوان الإسرائيلي ضد لبنان كل ذلك يتم وألجامعه العربية بين الصمت والعجز واحيانا غض الطرف ، بل إن بعض أعضاء تلك ألجامعه المتهالكة كانوا سندا ومعينا وغطاءا للعدوان الأمريكي والصهيوني على أشقائهم العرب ، أن كل الأحداث الإجرامية والمؤامرات وقتل الأطفال في فلسطين ولبنان والعراق وما حل بالأمة العربية من نكبات ومجازر كان للجامعة العربية فيها دورا مخزيا إما دور المشارك وإما دور الصامت والمتفرج وإما دور العاجز الذي يبكي على الأطلال ، هذا فضلا عن الخلافات التي تدور خلف الكواليس والتي انكشف بعضها فاتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الأخوة الأعداء وعلى كل المستويات كانوا في اجتماعاتهم الخاصة يتبادلون الشتائم و الاتهامات التي تصل أحيانا إلى درجة العمالة ،
 
ناهيك عن الفضيحة التي كشفها حسنين هيكل في إحدى محاضراته والتي أكد فيها أن بعض الدول العربية كانت تنقل ما يدور في أروقة الجامعة ومؤتمراتها بأمانة ودقة لأمريكا وان بعض الدول العربية تصر بإيعاز من أمريكا على عقد اجتماعات العرب على أراضيها لتركب أجهزة تسجيل وتنصت تتلقاها أجهزة مخابرات أمريكية في غرفة مجاورة لا يعلم عنها الآخرون ثم ترسل مباشرة إلى أمريكا وبريطانيا وبتأكيد الى إسرائيل
 
إن هكذا جامعه يتآمر أعضاءها على بعضهم بعضا و تعجز أن ترسل الحليب إلى أطفال محاصرين في غزة إلا بإذن باراك واو لمرت وتعجز عن فك اسر زعيما عربيا دولته تتمتع بالعضوية الكاملة في ألجامعه العربية وتضرب إسرائيل بمبادرتها السلمية الاستسلامية ومقترحاتها وتوسلها عرض الحائط وتملى عليها أمريكا قراراتها لا يمكن لها أن تجسد وحد ألأمة العربية ولا يمكن
أن تكون ممثلا شرعيا وحقيقيا لشعوب ألامه العربية المثخنة بالجراح ولا يمكن أن تحمي أرضا أو عرضا
 
فمتى تدرك ألجامعه العربية أن رقصاتها الفلكلورية لم تعد تطرب حتى اصغر طفل في فلسطين والعراق ومتى يدرك القادة العرب أن مساهماتهم المالية التي يدفعونها للجامعة انما مثلها كدقيق منثور في يوم ريح وان الأولى والأجدر بهم أن يبعثوا بها إلى أطفال وعجائز غزه فربما مصروفات زيارة مكوكية من زيارات عمر موسى تكفي لإطعام نصف اطفال غزة أو مداواة ثلة من ضحايا محرقة اولمرت وباراك وربما تكفر بعض خطاياهم في حق الله وحق الشعوب وحق الدماء التي تراق في فلسطين والعراق