مخاض المنطقة.. العرب إلى أين .



هل يدرس بعض العرب مواقفهم من القضايا العربية والإقليمية بدقة وروية.. وهل يحسبون نتائجها على مصالحهم خاصة والمصالح العربية بشكل عام?..

إنه السؤال الذي يشغل ربما كل عربي في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها منطقتنا.‏

ما يحدث وما يلاحظ على أرض الواقع أن الدراسة والحسابات ليس لها مكان في صناعة الكثير من القرارات العربية المصيرية, وثمة قوى كبرى تحرك الأشخاص والحكومات والقادة بما يلبي مشاريعها ليبدو الأمر وكأن بعض الدول العربية لا حول ولا قوة لها بوجه سلطة القرار الأميركي.‏

لا يوجد أي مسوغ يعطي الحق لأي عربي أي كانت صفته أن يقوم بدور نيابة عن قوة ما لا تخفي نياتها العدوانية تجاه سورية والعرب وتدعم (اسرائيل) التي ترتكب المجازر في فلسطين المحتلة وتمارس إرهاب الدولة بجميع أشكاله وتهدد بحرق الشعب الفلسطيني.‏

لقد كثر المتطوعون من المسؤولين العرب الساعين لإنقاذ المشروع الأميركي من الانهيار في المنطقة, ووصلت الحالة لدى البعض منهم الى الإعلان عن نفسه بطريقة فظة وغريبة معولا في موقفه هذا على إدارة فاشلة شارفت على الرحيل, بعد أن أنشأت وضعا في المنطقة أسوأ بكثير من السابق, وخلفت مشكلات أشد تعقيدا,الأمر الذي يضع المنطقة برمتها على شفير الهاوية إن لم يسارع العرب الى مواجهة الاستهتار (الأميركي الإسرائيلي) وأدواته بالعرب وأمنهم ومصالحهم.‏

أميركا ترسل البوارج الحربية الى المنطقة المكتظة بشتى أنواع آلة الفتك الأميركية, وتزود (إسرائيل) بثلاثمئة طائرة حديثة, ومع ذلك هناك من العرب من يطرب للأحاديث الأميركية حول حماية الاستقرار الاقليمي ويعلن صراحة التزامه الصريح بالمشروع الأميركي.‏

غزة تنازع.. فلسطين تضيع.. شلال الدم متواصل في العراق وبعض العرب يثق بأميركا ويشرع أبوابه لها وكأن لا شيء من هذا يحدث‏

ديفيد وولش يرفض المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية وهذا في العلن وليس في السر ومع ذلك يبرر البعض له رفضه هذا وبالمقابل يحمل طرفا آخر مسؤولية الفشل.‏

كل العالم واللبنانيون يعرفون أن السفارة الأميركية في (عوكر المتنية) لا تقوم بدورها الديبلوماسي في لبنان ككل السفارات, بل تشغل نفسها في أدق التفاصيل تقبل هذا الموقف من هذه الجهة وتضع الفيتو على موقف آخر, ويمكن أن نقول أنها أصبحت طرفا في الوضع اللبناني أكثر من أي طرف آخر, تعطي الأذن لهذه الدولة للمساهمة بحل الأزمة‏

وتسحبه في اللحظة الحاسمة ,والكل في لبنان وخارجه يعرفون هذا الأمر ومع ذلك تستمر سمفونية الأكاذيب والاتهامات تصدح ليل نهار غير آبهة بما يتهدد هذا البلد والمنطقة برمتها .‏

في غزة الشهداء والجرحى بالعشرات وأولمرت مصر على تنفيذ (المحرقة ) بحق الفلسطينيين بينما المنفذ العربي (مجلس الأمن )الذي يفشل بإدانة العدوان الاسرائيلي ويكتفي باصدار بيان يساوي كالعادة بين الجلاد والضحية يجب على العرب أن يتوقعوا المزيد من الإرهاب والقتل الإسرائيلي ما دامت قوتهم تقف عند حدود جمع مجلس الأمن فقط الذي تفعله واشنطن صديقة الكثيرين من العرب متى أرادت (إسرائيل) وتعطله حين تأمر (إسرائيل) .‏

المنطقة في مخاض والمشروع الاميركي في طريقه إلى الفشل على الرغم من قلة مناوئيه العرب وهنا السؤال ماذا لو وقف نصف العرب بوجه هذا المشروع هل كنا سنصل الى ما وصلنا إليه بالتأكيد لا.‏