السلام


سلام!
سلام!
وحدها هذه المرأة تقف أمام ركام بيتها!
لا أحد يحفل بها، ولولا التقطت لها هذه الصورة من عدسة مصور يبحث عن لقطة، أي لقطة، لما كان رآها أحد.
فالجميع مشغول بالسلام، هذا الضيف الذي يأتي كل عدة أعوام أو أشهر، بعد بحور من الدماء، فيبدو القادة بمجيئه كأنهم يستقبلون العيد متأنقين وحالمين ومتنازلين عن كل شيء، ولا يحصلون على شيء!

وفي غمرة تبادل السفراء، وعقد الاجتماعات، واعلان الهدنة، يجد جيش الاحتلال البغيض متسعاً من الوقت ليمارس هوايته الوحيدة: قتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم.

طبعاً لن يحتج مسؤول فلسطيني على هدم بيت هذه المرأة التي تبث شكواها لخالقها، ولن يكلف العدو الاسرائيلي نفسه أن يقدم أي تبرير، وهو الساعي الى السلام.
قتل الفلسطيني سلام لأنه ارهابي!
وهدم البيت سلام لأنه يأوي ارهابيين!.
والاستيلاء على الأرض سلام لأنها بلا شعب، أما الذين يسكنون فيها منذ آلاف السنين فحالهم كحال هذه المرأة وهي ترى السلام (الأميركي الصهيوني) الذي يحفل به كل الساسة والصحفيين والمحللين سلاماً لا يقوم الا على جثث الفلسطينيين وركام بيوتهم.