غزة.. تجسيد للإرهاب الصهيوني .



كتب لويس دي بيرنيير في (الاندبندنت): إن (إسرائيل) تمارس أعمالاً تذكر بالنازيين ونحن نعتقد أن الجرائم الوحشية الصهيونية لا سابق لها.

لا شك أن هناك داخل القيادة الإسرائيلية من يحملون فوق أكتافهم رؤوس الذئاب هؤلاء يعتبرون أن لا مجال للتفاهم مع الفلسطينيين لأن حائط الكراهية أشد مناعة بكثير من أن تثقبه الأنامل المخملية, استراتيجية هؤلاء تقوم على الاجتثاث الشامل لأن إقامة دولة فلسطينية مهما كان نوعها يعني أن (غابة من السكاكين) نشأت على حاضرة الكيان أو حتى داخله, كما يتصور ذلك الطاقم السياسي الأمني في وزارة الحرب الإسرائيلية الذي يعتبر أن على الدبابات الإسرائيلية أن تعمل على مدار الساعة.‏

وها هو إيهود أولمرت اليوم ينفذ جريمة جديدة ضد الشعب الفلسطيني بقتل وجرح العشرات بصواريخ جو- أرض تطلق من المروحيات, بهذه الجرائم المتوالية تؤكد حكومة رئيس الوزراء الإرهابية أنها ماضية في قتل واغتيال أي أمل للسلام في الشرق الأوسط , وأن هذه العدوانية الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل الذي يناضل من أجل الحصول على حقوقه المشروعة من جانب الإرهابي الأول أولمرت ما كان لها أن تتواصل بكل هذه الوحشية والدموية لو كان هناك موقف دولي حازم تجاه هذه الجرائم,ولكن أولمرت يواصل هذه الجرائم لأنه مطمئن أنه سيبقى مطلق اليد لارتكاب مزيد من الجرائم, بل يكافأ عليها ويحصل على وعود بالدعم والرعاية, وهذا الفعل الدموي لن يتوقف طالما تجد (إسرائيل) الخارجة عن القانون الغطاء الدولي ومن دولة عظمى تبرر ما تفعله من مذابح تحت غطاء المبررات الأمنية.. وما تلك المبررات التي تدعو (إسرائيل) إلى قتل وجرح عشرات الفلسطينيين وقطع أوصال الحياة في مجتمع يئن تحت نير استيطاني يريد استئصال أصحاب الأرض واقتلاعهم من جذورهم لزرع مجرمين محترفين جاء بهم من مختلف أركان المعمورة لمواصلة مسلسل الموت والدمار!‏

الملاحظ من هذه العمليات التي تنفذها القوات الإسرائيلية أن تلك القوات تعمد إلى توسيع بقعة التدمير والاستهداف الذي يترافق بسقوط ضحايا كثر بغض النظر عن علاقاتهم بالمقاومة, والهدف من ذلك خلق وتوسيع حالة الترويع والإرهاب لدى الفلسطينيين حتى يتوقفوا عن دعم ومساندة المقاومة والتي باتت حصينة ضمن بيئتها الوطنية التي توفر لها الالتفاف الشعبي الواسع بوصفها خياراً استراتيجياً لمواجهة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ولاسترجاع الحقوق.‏

وتقوم المؤسسات العسكرية والأمنية الإسرائيلية بتسويق عمليات الاغتيال والتصفية على أنها عمليات تستهدف الذين ارتكبوا أفعالاً مخلة بالأمن الإسرائيلي إضافة إلى أن تلك العمليات تعتبر تدبيراً احترازياً وإجراء وقائياً لمنع عمليات المقاومة وتهدف( إسرائيل) من وراء عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية وخصوصاً للقادة الفلسطينيين والسياسيين منهم على وجه التحديد إلى تشكيل وإنتاج عوامل ردع ونكوص في الذهنية الفلسطينية لمنعها من إفراز مقومات الاستمرار بالمقاومة والرضوخ والاستسلام للاشتراطات الإسرائيلية التي تريدها حكومة أولمرت والمتمثلة في التوقف التام عن كافة أشكال المقاومة والقبول بضرب جميع البنى التحتية لفصائل الفعل الفلسطيني المقاوم وصولاً إلى القضاء على الانتفاضة التي وضعت (إسرائيل) في مواجهة استحقاقات خطرة لا طاقة لها على مواجهتها والتكيف معها.‏

لقد تأكد للعالم أجمع عدا حكومة الولايات المتحدة الأميركية أن إرهاب الكيان الصهيوني هو أعلى مراحل الإرهاب, هذا الكيان خلق التوتر بل وساهم في تهديد السلام والأمن الدوليين والإنسان في فلسطين هو مقاوم للإرهاب, ولم يكن في يوم من الأيام ممارساً له, ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده بالأمس خالد مشعل ردد هذا القائد مراراً وتكراراً أنه ينشد الحياة له وللآخرين ويكره الموت له وللآخرين , وأن الكيان الصهيوني هو الذي لم يترك للفلسطينيين فرصة للحياة: أليس من حق الفلسطيني أن يثأر لأخيه وزوجته وبنيه الذين تغتالهم قوى القتل العنصرية الإسرائيلية أمام ناظريه وحرمتهم من أن يكون للحياة أي معنى بعد فقدان كل هؤلاء , إن ذلك يذكرنا بمقاومة الشعب الفيتنامي للاحتلال وإصراره على المقاومة فهل كان ذلك الإنسان إرهابياً مناضلاً من أجل نيل الحرية والاستقلال?!‏

إن (إسرائيل) اليائسة من أن تكسر شوكة المقاومة الفلسطينية تقوم بما تقوم به من قتل وحرق وتدمير تحت مسمى الدفاع عن النفس أو كما يدعي بوش الدفاع عن الذات ضد الإرهاب, بقي أن نقول: إن بعض المقولات تظل سارية المفعول حتى وإن غاب عن الساحة من أطلقها فلا يمكن أن يطلق على المقاومة المشروعة لنيل حقوقها صفة إرهاب, وفي الوقت نفسه يتم التصفيق والتأييد وتقديم الدعم المادي والعسكري لمن يمارس الإرهاب ضد الغير بحجة الدفاع عن النفس, ويبدو أن الشعوب العربية ستدفع غالياً ثمن هذا الدفاع عن النفس بتغطية أميركية وسكوت أوروبي.‏

إن الشعوب العربية والمغلوبة على أمرها ترى أن زمن المقاومة هو الرد المباشر على الإرهاب الحقيقي, ولعل تنامي الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على حقوق الإنسان الفلسطيني هو فجر جديد يمثل مقاومة المشروع العالمي اليميني الجديد وهو يؤكد إمكانية دحر أسطورة القوى التي لا تقهر.‏

وفي الختام دعونا نقتبس من الشعراء أسلوبهم بعد أن فقدت الواقعية والعلمية والعقلانية بريقها فنقول:( من العتمة يولد الفجر).‏