رئيس الحركة الشعبية اللبنانية النائب مصطفى حسين (السلطة تراهن على عدوان جديد ).



لا تزال الأزمة اللبنانية تراوح مكانها ولم تستطع زيارة عمر موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى بيروت أن تبدد مخاوف اللبنانيين وهواجسهم وخصوصاً بعد أن أطلقت الولايات المتحدة الأميركية رصاصة الرحمة على المبادرة العربية لربط الحل اللبناني بالقرار الأميركي, في حين أن المعارضة الوطنية تؤكد تمسكها بالمبادرة العربية لحل الأزمة وضمان المشاركة الحقيقية بالقرار الوطني.

هذه المواقف وغيرها كانت لرئيس الحركة الشعبية اللبنانية النائب مصطفى حسين الذي التقته (الثورة) في بيروت وهذا نص الحوار:‏

* في ظل الرفض الأميركي للمبادرة العربية وعودة الفريق (الشباطي) إلى نغمة انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد هل تأملون كقوى معارضة اختراقاً ما تنجزه المبادرة العربية?‏

** إن الرفض الأميركي للمبادرة العربية وقبلها المبادرة الفرنسية التي وضعت بالتنسيق مع الشقيقة سورية لا شك أنه عرقل التوصل إلى حل أزمة الرئاسة في لبنان, بالرغم من أن الفريقين (المعارضة والموالاة) توصلا إلى حل الكثير من نقاط الخلاف ومعالجة العديد من القضايا العالقة, منها إقرار الجميع الالتزام بمقررات مؤتمر الحوار الوطني, وباريس ثلاثة, والبيان الوزاري الراهن, واحترام القرارات الدولية, والاتفاق على العماد ميشال سليمان مرشحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية, إلا أن العقدة الأساسية بقيت في عدم تحقيق اختراق بإقناع الفريق الآخر بضرورة إتاحة الفرصة للمعارضة بالمشاركة الحقيقية في صنع القرار الوطني, فكلما اقترب المتحاورون من الاتفاق تدخل الأميركي ومنع ذلك, عندها يلجأ الفريق الآخر إلى نغمة التهديد بالانتخاب بالنصف زائد واحد مع علمه بأنه خيار غير دستوري وهذا بشهادة العقلاء من هذا الفريق أن التفسير الذي قدم للبند الثاني من المبادرة العربية والذي نص على حكومة وحدة وطنية يتيح للجميع الشعور باقتراب الحل, إلا أن تعنت الفريق الآخر المرتكز على الإيحاءات الأميركية التي تزيد في تصلب مواقف هذا الفريق وتجعل مهمة الأمين العام للجامعة العربية مهمة شبه مستحيلة وتمنع حدوث أي اختراق في حل هذه الأزمة.‏

* هل هناك تقاطع بين تصريحات فريق السلطة والرفض الأميركي للمبادرة العربية?‏

** إن فريق السلطة في لبنان يجهد ليظهر نفسه عند كل مفصل تاريخي أنه خادم أمين في مشروع أميركا المرسوم لمنطقة الشرق الأوسط الذي أساسه إشعال فتنة مذهبية في لبنان يستطيع من خلالها الدخول مباشرة بالوضع الداخلي في لبنان, وأن تصريحات قادة هذا الفريق تتماهى مع تصريحات القادة الأميركيين والإسرائيليين, لأن هذا الفريق تعهد مسبقاً بتقديم التزامات كبيرة على حساب شعبنا وأمتنا, وهو الآن في حالة تلقي التعليمات والإيحاءات, والدعم المالي اللوجستي, من الإدارة الأميركية التي في النهاية لا تعرف إلا مصلحتها ومصلحة ربيبتها إسرائيل التي ما إن تشعر بتناقضها مع مصالحهم حتى تنبذهم وترميهم دون أسف, فهل تصحى ضمائرهم ويعودوا إلى رشدهم ويأخذوا العبرة من الحال التي وصل إليها عملاء أميركا في أمكنة أخرى, إن الفرصة لا تزال سانحة لأن المنطقة تنتظرها تحولات كبيرة في الآونة القريبة تجعل من احتمال نشوب حرب قوياً ستنعكس حتماً على وضعنا الداخلي المهترىء, إننا نتساءل مع شعبنا عن المصلحة في إعطاء الأميركيين والإسرائيليين جواز مرور لضرب قوى الممانعة في أمتنا? ونسأل أيضاً لماذا لا يقوم فريق السلطة بتسهيل مهمة أمين عام الجامعة العربية بالاتفاق مع المعارضة على السلة المتكاملة لمطالبها ما يؤمن الاستقرار ويمتن الوضع الداخلي أمام هذه التحديات الكبرى?‏

* المعارضة الوطنية تؤكد أن المبادرة العربية تشكل مخرجاً لحل الأزمة اللبنانية, ما الآليات لتحقيق ذلك?‏

** إن تسارع التطورات الإقليمية وارتفاع وتيرة المواقف التصعيدية على الساحة الداخلية وضعت جميع المعنيين أمام مسؤولياتهم التاريخية, ولا سيما المعارضة الوطنية التي تمثل نبض الشارع المقاوم للعدو الصهيوني, وهي الحريصة دوماً على منع السيطرة على القرار الوطني وتؤكد باستمرار على التزامها حلاً للأزمة السياسية الناشئة بعد استشهاد الرئيس الحريري ومحاولة الولايات المتحدة الأميركية عبر حلفائها في لبنان استغلال هذا الاستشهاد لتحقيق مشروعها القائم على الإقرار بيهودية الدولة العبرية,وبعدم الاعتراف بحق العودة للشعب الفلسطيني الشقيق, وتكريس احتلالهم لبلد عربي هو العراق الشقيق, والإجهاز النهائي على مقدرات وثروات العالم العربي, من هنا إدراك المعارضة لأهمية المبادرة العربية لأنها تجد فيها الخيار الوحيد للحفاظ على السلم الأهلي, وترى فيها أيضاً حلاً سياسياً متكاملاً دون أن تغفل عن المس بثوابتها الوطنية والقومية.‏

* برأيكم, ما فرص نجاح المبادرة العربية مع استمرار العراقيل من قبل فريق السلطة?‏

** لقد ذكرت أنه لن يتحقق أي اختراق في المبادرة العربية طالما أن الفريق الآخر لا يستجيب إلا لتعليمات كونداليزا رايس وديفيد وولش, وأن أمين عام الجامعة العربية غادر بيروت بعد الجولة الأخيرة بين المعارضة والموالاة دون أن يحدد موعد عودته خاتماً ذلك ببيان يصب في خانة الالتباس, نرى أن الأمل قد أصبح ضئيلاً جداً في إعادة الحياة إلى تلك المبادرة الذي عمل الفريق الآخر على منع تحقيقها متهماً المعارضة بوضع شروط تعجيزية في نظره, إلا أن المعارضة ترى في ذلك أن هذه الشروط هي ما يؤمن لها المشاركة الحقيقية والفعلية وأن إقدام الفريق الآخر على التصلب في موقفه وإثارة الفتن هو من يقوم بعرقلة تحقيق هذه المبادرة.‏

* هل تضع المعارضة الوطنية في حساباتها مراهنات الفريق الشباطي على عدوان إسرائيلي جديد لتغيير المعادلات السياسية في لبنان?‏

** إن المراهنة على عدوان إسرائيلي جديد مدعوم من الإدارة الأميركية يبقى قائماً لدى فريق السلطة وهو ما يجعله متشدداً في طرحه, وهو ما ظهر قبل وبعد جولة أمين عام جامعة الدول العربية الأخيرة في بيروت, وبتنا نسمع كلاماً عن الطلاق, وعن الاستعداد للعيش المشترك, وحرق الأخضر واليابس, ما يؤشر إلى اقتناع ذلك الفريق بأن الراعي الأميركي يسعى لتغليب أتباعه على المعارضة عبر كسر شوكتها بالقوة, وهذا يشير إلى أن الأمور لا تسير نحو التسوية, وأجزم أن المعارضة ولاسيما المقاومة المستهدفة أولاً وأخيراً منتبهة, ومستعدة, وفي كامل جهوزيتها لمواجهة أي عدوان إسرائيلي مدعوم من الأميركيين سينتهي حتماً بانتصارها عليه كما عودتنا, لأنها مدعومة من شعبها وأمتها, وسيكتشف الفريق الآخر مدى خطأه في المراهنة على أميركا عندما تجر أذيال الخيبة, وتفشل في تحقيق مشروعها وتسحب دعمها لهم وعندها ليت ساعة مندم.‏